قلبي علي بلدي الذي يتربص به الأشرار في الخارج ويعاني بعض أهله من الغفلة أو الانشغال بأمور ذاتية. قلب علي بلدي الذي صارت هدفا للمؤامرات التي يتم تدبيرها وتخطيطها في الخارج، بينما يعطي بعض أهله الفرصة بإسكات العقل لنجاح هذه الخطط. قلبي علي بلدي الذي يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضي، للوحدة والتماسك وكبح جماح الغضب الذي يعاني منه حتي يتصدي بقوة لمن يتآمرون عليه ويخططون لإثارة فتنة طائفية داخله أو حرمانه من مياه النيل وتهديد أمنه الوطني. قلبي علي بلدي الذي يحتاج اليوم لكل منا ولأقصي درجات اليقظة منا، بينما هناك من أهله من هو مشغول بالاستثمار السياسي للعمل الإرهابي البشع الذي تعرضنا إليه في الدقائق الأولي للعام الجديد، وقتل فرحتنا به واغتال أمانينا بأن يكون أفضل من العام الذي رحل. قلبي علي بلدي، وأنا أري من ينهشون علنا في لحمه ولا يهمهم سوي تحقيق كسب سهل وسريع وجمع الثروات غير المشروعة، قلبي علي بلدي وأنا أري من يعيثون في أرضه فساداً ويعطلون جهودنا في النهوض به. قلبي علي بلدي الذي يتحدث البعض بأعلي صوت لديهم عن حقوق الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة، بينما هم يعيشون في رغد من العيش ولا يشعرون بما يحتاجه هؤلاء أو ما ينقصهم وكل ما يريدونه هو استثمار فقرهم وحاجتهم في مآرب سياسية شتي. قلبي علي بلدي الذي يبث البعض في أرجائه سموم الفتنة باجتهادات مزيفة وفتاوي مضروبة خبيثة، ويساهمون بذلك بشكل مباشر في مساعدة أعدائه من الإرهابيين وغير الإرهابيين علي تنفيذ مؤامراتهم ضده. قلبي علي بلدي الذي يحتاج لأقصي قدر من الاستقرار حتي يعبر مشاكله الاقتصادية ويمضي في خطط الإصلاح الاقتصادي والسياسي، بينما يسعي البعض من أهله إلي ترويج شائعات تهدد هذا الاستقرار بل وتقوضه وتعطلنا عن النهوض ببلادنا. قلبي علي مصر التي نجيد الغناء لها وباسمها ولا نترجم أغانينا هذه إلي أفعال.. نجيد التظاهر لها وباسمها ودفاعا عن وحدتها الوطنية وتماسك مجتمعها ولا نجيد بذات القدر العمل علي صون هذه الوحدة والحفاظ علي هذا التماسك. قلبي علي مصر التي نتباري جميعا في حبها ونعتبرها كنانة الله في أرضه، بل ونصفها بأنها أم الدنيا، ولا نقوم بأدني درجات الواجب لهذه الأم. قلبي علي مصر التي لا يستحق البعض منا الغفلة، أو التكالب المفزع علي جمع الأموال أو بث الفتن وسموم الفرقة، أو الاستغناء عن العمل من أجل النهوض بها واستبداله بإطلاق الشعارات والأغاني الجميلة، أو ترديد وترويج الشائعات الخبيثة أو الغضب المنفلت الذي يحطم ويخرب ويؤذي الآخرين. قلبي علي مصر التي تستحق منا جميعا الآن وقفة مع النفس، وقفة توقظنا من غفلتنا وتسلحنا بأقصي درجات اليقظة، وتعيد أصحاب المآرب الخاصة والمتعجلين لجمع الثروات إلي صوابهم. سفينتنا إما أن تنجو بكل الموجودين علي متنها وإما أن نغرق لا قدر الله جميعا.. ولامناص أمامنا سوي أن ننجو جميعا.