شن أكاديمي سعوي حرباً علي ما سماه تغريب دول الخليج العربية، لافتاً إلي أن 80% من سكان دول الخليج لا ينطقون العربية ولا يعرفونها ويتحدثون الإنجليزية، وإن دول الخليج سوف تتحول قهراً أو بارادتها قبل نهاية العقد الحالي، أي قبل عام 2020 إلي دول أممية فاقدة لهويتها العربية. وأعرب الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك الذي يعمل عضواً في هيئة التدريس بجامعة الملك سعود في محاضرة له في الجامعة الإسلامية حول (دور المستشرقين في دراسة اللغة العربية وآدابها) عن شكره لكل من المستشرقين والمسيحيين العرب الذين يعود اليهم الفضل في حماية تراثنا الإسلامي وهويتنا العربية حتي الآن، موضحاً أن المستشرقين حفظوا لنا كتب التراث الإسلامي ومصادرها من الضياع في مكتباتهم بعد أن نقلوها من الزوايا والمساجد ونشروها، وهم أول من فهرس السنن والأحاديث والأسانيد، مؤكداً أن النخب من المستشرقين هم الذين أحسنوا إلي العربية والعلوم الشرقية ويعود إليهم الفضل في أن نظل عرباً حتي الآن ولولاهم لفقدنا هويتنا وتحولنا إلي أمة مسخ. واثني بن تنباك علي ما سماهم الطائفة التي نصر الله بها العربية، وتستحق كثيرًا من الحديث، وإن كانوا في الظل مع المستشرقين، وهم المسيحيون العرب في الشام، إذ طوروا أساليب اللغة وهذبوها، ورفعوا الحديث بها، وكان أكثرهم شعراء فجعلوا هذا الحس العربي ينقل اللغة من لغة السجع والركاكة والضعف اللغوي إلي أساليب شعرية رصينة وكان هدفهم سياسياً، ولكن الله نفع بهم في أساليب اللغة وبقائها وقدرتها وتحديثها. وتوقع بن تنباك أن تتحول دول الخليج العربي إلي اللغة الإنجليزية في غضون سبع سنوات من الان بسبب الخليط غير المنتمي إلي لغة بعينها، مما سيحتم بالضرورة إلي أن يلجأ سكان الخليج متعددو الجنسيات والثقافات إلي لغة وسيطة للتواصل بينهم وهي الإنجليزية. وأشار إلي أن الأجانب في دولة كالامارات العربية يشكلون أكثر من 75% من السكان والنسبة في قطر لا تقل كثيراً عن ذلك وفي المملكة أكثر من ثلث السكان أجانب غالبيتهم من غير العرب مؤكداً أن الوضع إذا ظل علي حاله فإن الأمور حتماً في اتجاه فقدان الهوية وهذا هو الذي سيحدث لأن الحكومات في الخليج ليست لديها خيارات لتطرحها في هذا الإطار، بل تتباهي بانفتاحها علي العالم، وقال: ليست لدينا غضاضة أو اشكالية في ذلك إذا كان مع الحفاظ علي ما تبقي إن كان هناك باق يمكن الحفاظ عليه من هويتنا الثقافية بعد أن قدمناها قرباناً للهنود والبنغال والفلبينيين وتحولنا نحن إلي لغاتهم بدلاً من أن يتحولوا هم القادمين للعمل في ديارنا إلي لغتنا.