مازالت تداعيات أحداث العمرانية تطفو علي السطح بين الحين والآخر، لا سيما في أعقاب صدور قرار نيابة الجيزة الكلية بتجديد حبس المتهمين في هذه الأحداث، أو عقب المقال المثير للجدل الذي نشر صباح الاثنين الماضي بجريدة الأهرام للصحفي عبد الناصر سلامة رئيس قسم المحافظات بالأهرام، والذي شن فيه هجوما علي الكنيسة ورموزها، وأيضا علي الدولة لأنها تتعامل مع الأقباط بدلع وطبطبة، وأن هذا الأسلوب لن يجدي مع الأقباط، كما أستخدم العديد من العبارات التي تداولتها العديد من المواقع السلفية مثل أبناء العم سام، والأسلحة الموجودة داخل الكنائس، والتي سبق وأثارها من قبل الدكتور سليم العوا، وصولا إلي الهجوم المباشر علي شخص البابا شنودة، مدعيا أنه منذ تولية كرسي البطريركية، بدأت تطفو علي السطح مصطلحات جديدة مثل الطائفية، والمواطنة، والأستقواء بالخارج. إلي أن جاء مسك الختام بالمقال وهو تأكيده علي أن البابا كان قد ألقي محاضرة عام 1973 بالإسكندرية تحدث فيها عن وجود خطة عمل لديه، ستجعل عدد الأقباط يتساوي مع عدد المسلمين بحلول عام 2000، كما دعا في نفس المحاضرة إلي العمل علي طرد الغزاة المسلمين من مصر!. وحسنا فعلت «الأهرام»، بعد هذه السقطة التي علي ما أعتقد أنها غير مقصودة، نظرا لمعرفتي الوثيقة بعدد من القيادات داخل هذه المؤسسة، وهو ما دفع برئيس تحرير الأهرام أسامة سرايا لكتابة مقال أعتذر فيه عن مقال عبد الناصر سلامة، مشيدا بالمواقف الوطنية العديدة للبابا شنودة. وهذا هو المتوقع من جريدة في مثل الأهرام. وهنا أيضا أحب أن أشيد بالمقال الرائع للصديق العزيز الدكتور وحيد عبد المجيد المنشور بجريدة الأهرام صباح الثلاثاء الماضي بعنوان » دستور مصر وكنائس شعبها«. ويبقي السؤال: هل ستنتهي هذه اللعبة، أم ستستمر إلي الأسوأ؟، هل الحل في القانون، أو في الكلام المعسول، والأحضان والقبلات، وعبر برامج التوك شو، وعلي صفحات المواقع الإلكترونية... الخ؟. هل الحل يكون عبر الموائد المستديرة التي تجمع ما بين العقلاء من جميع الأطراف، للبحث عن صيغة جديدة تساهم في وضع حد لهذا الاحتقان الذي يتزايد يوما بعد الآخر، وأن تكون المصالحة والمكاشفة هي اللغة الوحيدة التي يتكلم بها الجميع؟. أرجو أن نتكاتف جميعا للخروج من هذا المنزلق الخطير الذي يهدد حاضر الأمة ومستقبلها. تلغرافات: إلي الأستاذ عبد الناصر سلامة: لن أخوض في الحديث تعليقا علي مقالكم بالأهرام، أنا مع حرية التعبير والرأي، فقط الحرية المسئولة الهادفة. وأنا فقط أشير إلي أنه كان يجب علي سيادتكم وأنت تشغل مركزًا مرموقًا بجريدة كبري، أن تتحري الدقة أكثر فيما تكتبه فكل ما جاء بمقال سيادتكم معظمه نشر من قبل علي أحد المواقع الإلكترونية وهو« المصريون« سواء في صورة أخبار مفبركة، أو لبعض كتابها. أما موضوع محاضرة البابا في الإسكندرية عام 1973 التي أشرت إليها، فهذا الكلام أشار إليه المرحوم الشيخ محمد الغزالي في كتابه » قذائف الحق« والذي تم مصادرته من قبل الدولة، حيث ذكر في الفصل الثالث من الكتاب أنه سمع أن البابا شنودة عقد اجتماعا خاصا مع كهنة الكنيسة المرقسية بالإسكندرية عقب إلقاء محاضرته، تناول فيه أوضاع المسيحيين في مصر، ومنها تحريم وسائل تنظيم الأسرة، والدعوة إلي زيادة النسل.. الخ. إذن يا سيدي لم تكن هناك محاضرة عامة، ولا خطة أعدها البابا كما أشرت، وأنت تعلم أن الكنيسة من أشد المؤيدين لموضوع تنظيم الأسرة، وأصدرت العديد من المطبوعات في هذا الشأن، وتحدث البابا ذاته في عدد من المؤتمرات حول هذا الموضوع. إلي الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر: تحية وتقدير لدوركم وعملكم الدءوب من أجل تحويل مدينة الأقصر إلي أكبر متحف عالمي مفتوح، والذي بلا شك سيكون خير استثمار لثروتنا الأثرية، كما أشكركم علي موقفكم من موضوع نقل الكنيسة الانجيلية بالأقصر من موقعها الحالي علي طريق الكباش، إلي موقع آخر تم تخصيصه من قبل سيادتكم، علي أن تتحمل الدولة تكاليف بناء الكنيسة الجديدة.