لم تفلح جلسات التفاوض والوساطات المختلفة بين شمال السودان وجنوبه في تهدئة الأوضاع قبل أيام قليلة علي موعد استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر في 9 يناير المقبل، إذ تصاعدت التوترات الأمنية بين الطرفين خاصة في الولايات والمناطق الحدودية بين الشمال والجنوب بعد أن انفجرت الأوضاع في اليومين الماضيين في منطقة بحر الغزال. وتسبب ذلك في إلغاء الدورة المدرسية التي كان مقررًا افتتاحها اليوم الجمعة بمدينة «واو» بسبب ما أسمته الحركة الشعبية بهجمات القوات المسلحة مجددًا علي ولايات شمال وغرب بحر الغزال وهو الحدث الذي عكف المؤتمر الوطني علي تنظيمه لأول مرة في مدينة جنوبية قبل الاستفتاء كنوع من التحفيز علي الوحدة إلا أن حكومة الجنوب علقت استضافة الدورة أمس الأول رغم الاستعدادات المكثفة التي شهدتها مدينة واو خلال الأيام الماضية والتي كان أبرزها إضافة الأنوار لاستاد واو في سابقة بمدن ومناطق الجنوب. وسبق هذا القرار تصعيد من الحركة الشعبية ضد حكومة الخرطوم حيث طالب باقان أموم الأمين العام للحركة بلجنة من مجلس الأمن لتقييم الأوضاع في منطقة بحر الغزال ورصد خروقات الجيش السوداني. ويضاف ذلك إلي التوتر القائم في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب حيث واصلت قبيلة الدينكا نقوك استعداداتها لإجراء استفتاء منفصل عن الاستفتاء القائم لإعلان سيادتها علي المنطقة الخاصة بها، هذا بجانب ما يحدث في ولاية أعالي النيل من هجرة العمالة من حقول البترول نظرا لضعف تأمينها وخوفا من نشوب نزاع حولها. اللافت أن تلك التوترات أعقبت سلسلة اجتماعات رفعية المستوي بين عدد من قيادات الخرطوموجوبا أبرزها المجلس الرئاسي منذ يومين بين الرئيس عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سيلفاكير وبحضور رئيس لجنة حكماء أفريقيا أمبيكي الذي لم يحسم خلاف منطقة أبيي، وتلاه اجتماع أمني بين قيادات الجيش السوداني وجيش التحرير في جوبا بحضورأامبيكي أيضًا، فضلا عن لقاء نائب الرئيس عثمان طه مع رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان قبل ثلاثة أيام في منطقة فلوج بأعالي النيل للاتفاق علي تأمين المواقع البترولية. وبالتزامن مع ذلك انعكست التوترات والخلافات الداخلية في حركة جيش التحرير المتمردة في دارفور حيث دعا ميني اركو مناوي الذي قدم استقالته مؤخرًا من منصب كبير مساعدي البشير والمتواجد حاليا في جوبا عناصره المسلحة إلي جنوب السودان ضمن حافلات وشاحنات تقل الجنوبيين من الشمال إلي الجنوب تمهيدا لإعلان حرب ضد حكومة البشير.