الأندية تتحدث عن الحكام أكثر من نقدها للاعبين، رغم أن الحكام يقدمون خدماتهم كهواة، أي بمقابل يطلق عليه بدل انتقال، بينما اللاعب يأخذ كل شيء وبالملايين دون أن يعطي ولو بالملاليم!! الأندية عندما تخسر تبحث عن المبررات فلا تجد أسهل من الحكام.. لتحملهم مسئولية الخسارة، والضياع والتدهور والتراجع في النتائج، رغم أن الأسباب ممكن أن تكون كثيرة، ومعظمها إداري وتنظيمي داخل المؤسسة الرياضية. والأندية عندما تفشل في تعليق خسائرها علي الحكام، تلجأ للمدربين فتتهم المدرب بالفشل، حدث هذا حتي الآن في نصف فرق الدوري الممتاز.. وتم تغيير المدربين والأجهزة الفنية، وبعض الفرق التي شهدت التغيير استفاقت ومعظمها لا يزال محلك سر، لكن المهم أن قرار النادي تم اتخاذه فورًا سواء ضد الحكام أو ضد المدرب والجهاز الفني لتحمي الإدارة نفسها من بطش الجماهير وثورة الأعضاء بعد كل هزيمة أو تراجع!! والحكم ليس مجرد شماعة فقط لتحميل الأخطاء، بل هو الموضة هذا الموسم، وبعد أن كان لقاء القمة بين الأهلي والزمالك هو المجال الوحيد لإحضار الحكام الأجانب درءًا للشبهات ولابعاد الحكم المصري عن المسئولية.. أصبحت الأندية المصرية بالكامل تطلب حكامًا أجانب. الإسماعيلي سار علي نفس الدرب، والمصري قلده، حتي سموحة الفريق الصاعد حديثًا والاتحاد السكندري الذي يحتل القاع، والجونة حديث العهد بالأضواء يطلبون الحكام الأجانب خاصة في المباريات التي يكون الأهلي والزمالك طرفًا فيها، وزاد - الطين بلة - أن الأندية الصغيرة تطلب الآن الحكام الأجانب لمبارياتها مع بعضها البعض، ربما لأنها تشعر أن الأهلي والزمالك يصرخان أيضًا من الحكام المصريين بعد كل خسارة أو تعادل، لكن الظاهرة تفشت وأثرت بالسلب علي حكامنا، وها هم هؤلاء الذين تم اختيارهم من حكامنا للتحكيم الدولي في بطولات كأس العالم للشباب أو الناشئين رسبوا في الاختبارات البدنية لأنهم لا يهتمون كثيرًا بأنفسهم بعد ابتعادهم عن المباريات الحساسة في الدوري المحلي، ولو تم وضعهم تحت ضغط امتحان فني في القانون وعملي في الملعب.. فمن الممكن رسوبهم أيضًا لقلة حساسية المباريات!! أعتقد أن اتحاد الكرة الذي فتح الباب للتحكيم الأجنبي هو الذي أعطي الفرصة لتمرد الأندية علي الحكام وأظن أننا سنعيش ليوم قريب يكون فيه كل الحكام في الدوري المصري من الخواجات!!