تعرض اثنان من علماء الفيزياء النووية في إيران الي محاولتي اغتيال منفصلتين في العاصمة طهران أسفرتا عن مقتل أحدهما ونجا الأخر. ووجهت طهران اتهاما رسميا إلي أمريكا وإسرائيل بالوقوف وراء الاعتداءين. ولقي ماجد شهرياري أستاذ الفيزياء النووية في جامعة "شهيد بهشتي" والعضو في الجمعية النووية الإيرانية مصرعه في هجوم بالقنابل علي سيارته بينما كان في طريقه إلي الجامعة، فيما أصيبت زوجته واثنان من مرافقيه بجراح. وفي عملية الاعتداء الثانية، وبصورة مماثلة للأولي تعرض أستاذ آخر في جامعة الشهيد بهشتي وهو الدكتور فريدون عباسي خبير الفيزياء النووية والمشارك في بحوث نووية لصالح وزارة الدفاع الإيرانية لعملية اغتيال في ساحة قرب مبني الجامعة، إلا أنه تنبه للموضوع في الوقت المناسب وترك محل الحادث، حيث نجا هو وزوجته ومرافقه من حادث الاعتداء. وأفادت تقارير عالمية أن الأستاذين عضوان في قوات "الباسيج" الإيرانية شبه العسكرية. وكالعادة، سارع التلفزيون الإيراني الرسمي إلي اتهام عملاء النظام الأمريكي والنظام الصهيوني بالوقوف وراء الهجوم. كما اتهم العميد مصطفي محمد نجار وزير الداخلية الإيراني جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) بالوقوف خلف الاعتداءين. وأفاد تقرير شهود عيان أن قوات الأمن الإيرانية انتقلت علي الفور إلي محل الحادث، وأخذت تتعقب سيارة من طراز بيجو 206 كان يشتبه بها، وحاول قائد السيارة الهرب فسارعت قوات الأمن إلي إطلاق النار عليه. فيما لم تعلن أي جهة حتي الآن مسئوليتها عن الحادث بحسب ما أفاد العميد حسين ساجدقائد القوات العسكرية بالعاصمة الايرانية في تصريحات أدلي بها عقب الحادث، نافيا ما تردد عن مطاردة سيارة بيجو كانت في محل الحادث، مؤكدا أن قوات الأمن بصدد التحقيق في الحادث. من جانبه حذر علي اكبر صالحي مدير عام وكالة الطاقة الذرية الإيرانية أعداء إيران دون تسمية جهة معينة- من اللعب بالنار علي حد قوله. وأكد عقب الاطمئنان علي صحة الدكتور عباسي وزوجته، علي استمرار الحركة النووية الإيرانية، مضيفا:"لن تؤثر عمليات اغتيال العلماء علي نشاطنا النووي. وعلي الأعداء أن يعلموا أن سهامهم سوف ترد إلي نحورهم". وأثني صالحي علي الدكتور شهرياري وجهوده في خدمة إيران. والجدير بالذكر أن عددا من العلماء الإيرانيين تعرضوا خلال السنوات الأخيرة، لاعتداءات مختلفة أو فقدت اثارهم بشكل غير مفسر. وفي آخر اعتداء من هذا النوع لقي مسعود علي محمدي خبير الفيزياء المعروف الذي كان يدرس في جامعة طهران مصرعه في يناير الماضي ، وكان مسعود يعمل ايضا لدي الحرس الثوري الايراني، حيث لقي مصرعه في انفجار دراجة نارية مفخخة فيما كان يخرج من منزله ونسبت السلطات الهجوم الي اسرائيل. من ناحية أخري وصف محمد رضا نقدي، قائد ميليشيات الباسيج، تصريحات مايك مولين رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بخصوص أن بلاده تدرس الخيارات العسكرية ضد إيران، بالدعابة وأضاف: علي مدي 30 عاما كانت الولاياتالمتحدة تحلم بهجوم، ونأمل أن يستيقظوا. لن يتمكنوا من التحرك بوصة واحدة لأن قوات الباسيج ستحاصرهم في أي مكان. وفيما يمكن وصفه بأنه رد عملي علي التصريحات الأمريكية أعلن الباحثون الإيرانيون نجاحهم في المرحلة الأولي من تنفيذ أبحاثهم الخاصة بصناعة غواصة غير مأهولة تعمل بجهاز التحكم من بعد يمكنها إرسال المعلومات المطلوبة إلي مقر القيادة. وأوضح رضا محمدي منفذ المشروع أن الغواصة المذكورة مزودة بكاميرا لنقل البيانات حيث تقوم هذه الكاميرا بالتقاط الصور وحفظها وبعد انتهاء المهمة يتم نقلها الي حاسوب آلي . موضحا ان هذه الغواصة تنفذ مهامها بعمق 5 أمتار تحت سطح الماء ولمساحة 50 الي 60 مترا تحت الماء وتبلغ سرعتها مترين في الثانية .