"ضللت طريقي الي كلية الطب، وكان يجب أن أكون خريجة "فنون جميلة"، بهذه الكلمات افتتحت الدكتورة مني الرخاوي أستاذ الطب النفسي، ومؤسسة مركز "الديوان" للعلاج النفسي ندوة "العلاج بالفن وتطبيقاته في الطب النفسي"، الذي عقدت في "قصر الفنون" بدار الأوبرا. أكدت مني علي أهمية الدور الذي تلعبه الثقافة والفنون في جميع مراحل العلاج النفسي، وفسرت كيفية استعمال الرسم كأحد أنواع الفنون، ليس فقط في المراحل العلاجية للمريض، ولكن أيضا للمراحل التشخيصية، لمعرفة مدي عمق المشكلة النفسية التي يعانيها المريض. أوصت مني في نهاية الندوة بضرورة عمل قسم في كليات الفنون في مصر، يكون خليطاً من الطب النفسي والفنون بجميع أنواعها. وأكد الدكتور أحمد عبد الله أستاذ مساعد الطب النفسي، الذي أدار الندوة استعمال الثقافة والفنون في مجال الطب النفسي بمصر قليل جداً، ولا توجد أقسام، سواء في كليات الطب أو كليات الفنون، تدرس طرق استعمال الفنون في العلاجات النفسية بطريقة علمية، وأشار إلي أنه توجد في مصر الكثير من الاجتهادات الشخصية، ولكن لا يوجد إسهامات علمية وأبحاث علمية يمكن الاعتماد عليها فيما يخص هذا المجال. وأوضح عبد الله أن استعمال الرسم كأحد أدوات التشخيص أو العلاج يمكن استعماله في العديد من الحالات المرضية، مثل "التوحد" عند الأطفال، أو أمراض "الزهايمر" عند كبار السن"، وأضافت أن الذي يعطي أهمية استعمال الفن والأدوات الثقافية في العلاجات النفسية هو إمكانية استعماله في كثير من المشاكل العلاجية، وفي فئات عمرية مختلفة. وفي أثناء الندوة تم عمل تجربة بسيطة علي عدد من الحاضرين، حيث تم توزيع أوراق بيضاء وعلب ألون وتم رسم العديد من ذكريات الطفولة، ومحاول الكتابة باستعمال اليد اليسري واليمني، وعرض المشاركين إحساسهم في هذه التجربة أمام الحاضرين. وكان الدكتور مجدي رفعت أستاذ الطب النفسي في قصر العيني هو أول طبيب نفسي في مصر له إسهامات علمية ومرسم مخصص لاستعمال الفن والموسيقي لممارسة العلاج عن طريق الفن خاصة الرسم والنحت. في نهاية الندوة تم فتح باب النقاش حول كيفية استعمال الرسم من أجل التخفيف من ضغوط الحياة والقدرة علي الاستمرار في الحياة بإنتاجية مرتفعة وسط كثير من المشاكل والضغوط.