كتبت بالأمس عن ما يسمي (مجموعة عمل مصر).. تلك المجموعة التي تتكون من كل من: اليوت إبرامز وميشيل دان وأندرو البيرستون وتوم ميلانوسكي وروبرت ساتلوف وروبرت كيجان وبريان كاتيلوس وسكوت كاربنتر وتوماس كاروزرس ودانيال كالينجارت.. حسبما ذكرهم عبد الله كمال (رئيس تحرير روز اليوسف) بمقاله الأسبوع الماضي.. وهي المجموعة التي تحاول أن ترسم صورة موجهة للعملية الانتخابية من أجل الترويج لتدويل الانتخابات الرئاسية القادمة. يوم الثلاثاء الماضي.. قرأت بجريدة المصري اليوم حواراً لميشيل دان (كبيرة الباحثين بمركز كارنيجي في واشنطن) وهو المركز الذي تنشر له المصري اليوم تقارير ومقالات شبه يومية طيلة الفترة التمهيدية الماضية للانتخابات البرلمانية. ولقد تضمن الحوار العديد من العبارات التي تحمل نوعا من الوصاية والرقابة غير المبررة علي المجتمع المصري. لست مع نظرية المؤامرة بأي حال من الأحوال؛ ولكن في الوقت نفسه.. لا يمكن أن نهمل العديد من العبارات الجدلية التي جاءت في سياق إجابات كبيرة باحثين مركز كارنيجي علي غرار: - أعتقد أن الولاياتالمتحدة لابد أن يكون لها دور فعال في سياساتها تجاه مصر. - .. فهم (أي الإدارة الأمريكية) لا يريدون الظهور بمظهر المتدخل في الشأن المصري بل بمظهر المساند لتطوير العملية الديمقراطية المصرية. - إدارة الرئيس أوباما ستضطر إلي تغيير أسلوبها مع مصر لأن إدارة أوباما كانت مؤدبة ودبلوماسية جداً في التعامل مع الحكومة المصرية لاعتقادها أن إدارة بوش كانت قاسية في التعامل معها. - اللجنة (العليا للإشراف علي الانتخابات) ستحل محل الإشراف القضائي علي مراكز الاقتراع، وإلي الآن ليس لها أي فاعلية... إنها إجابات تطرح العديد من الأسئلة والملاحظات، وعلي سبيل المثال: - لماذا يجب أن يكون للولايات المتحدةالأمريكية دور فعال في سياستها تجاه مصر؟، وهل هذا يعود إلي مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة أم يعود إلي أهمية مصر الاستراتيجية؟!. - إذا كانت الإدارة الأمريكية الحالية تجيد التعامل الدبلوماسي.. فكيف للمحافظين الجدد أن يمارسوا ضغطاً غير مقبولاً في الشأن الداخلي لمصر؟. - لا أجد أي تبرير سياسي لحماقة كبيرة خبراء كارنيجي و(عنجهيتها) في الحديث عن إدارة أوباما المؤدبة.. فهو تجاوز سياسي لا يتوافق مع علاقات سياسية واستراتيجية بين دولة كبيرة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبين دولة مركزية بحجم مصر!. - إن الحديث عن دور اللجنة العليا للإشراف علي الانتخابات بهذا الشكل هو حديث يدل علي عدم دراية ومعرفة قانونية بالدور الأساسي لهذه اللجنة.. خاصة في قرارها القيم الأخير بنقل لجان الفرز من داخل أقسام الشرطة إلي خارجها.. وأعتقد أن قبل كل تلك الأسئلة السابقة.. لابد أن أسأل: ما هدف جريدة المصري اليوم من وراء نشر تلك الحوارات والتحليلات والمقالات التي تشكك في النظام المصري من جانب، والتي تروج لأفكار عن التدخل الأمريكي وتدويل الشأن الداخلي المصري من جانب آخر.