عبدالله كمال يكتب : لاتنتخب المزورين ..صنائع الاحتلال ..تجار الدم

لا تخف.. اذهب وقل رأيك.. الانتخابات ليست لها نتيجة مسبقة.. الانتخابات أنت سوف تقرر نتيجتها.. لا تخش من أحاديث الترويع.. لا تتجنب اللجان رعباً من التوتر الذي صنعه الإخوان.. الجو آمن.. المناخ طبيعي.. ثق في قدرة مؤسسات بلدك علي أن توفر لك فرصة حقيقية في أن تصل إلي الصندوق كي تدلي برأيك وتؤدي حقك الدستوري.
أتفهم طبعا مشاعرك.. تعرضت في الأيام الأخيرة لحملة هائلة من أعداء الديمقراطية.. مؤيدي الدولة الدينية الطائفية.. خصوم النساء والأقباط.. أولئك الذين يتعهدون علناً بأن يقوِّضوا استقرار البلد.. ويهدموا سلامه.. بل يلوحوا بأنهم سوف يخوضون الحروب إذا جاءوا لحكمه.. لا تنتخب أولئك الذين يظهرون لك قدرتهم علي إثارة قلقك قبل أن يحصلوا علي أي صوت.. لا تنتخب المنتمين للتنظيم غير الشرعي.
الذين تأكدوا من أن الناس انتبهت إلي خطورتهم.. كشف الجمهور زيفهم.. تأكد من أنهم مخادعون.. محتالون.. يقولون ما لا يفعلون.. يوظفون الدين وهو منهم براء.. يستغلون كلمات الله.. يجعلون من انفسهم وسطاء بين العبد وربه.. بينما الطريق لا يحتاج وكلاء للسماء.. هؤلاء الذين يتحدثون عن التزوير المسبق.. إنما هم الذين مارسوا التزوير طوال تاريخهم وحتي الآن.
اقرأ مجدداً شهادات أعضائهم وقياداتهم: محمد حبيب، عبدالمنعم أبوالفتوح، حامد الدفراوي، إبراهيم الزعفراني، هيثم أبوخليل، وغيرهم.. كلهم قالوا في الصحف: إن الانتخابات التي أجراها التنظيم الإخواني غير المشروع لاختيار المرشد ومكتب الطاعة العمياء له المسمي بمكتب الإرشاد إنما كانت مزورة.. وجرت بالأمر.. وأجبر المصوتون علي أن تدون أسماء بعينها في أوراق الانتخابات.. فكيف بالمزورين أن يتحدثوا عن التزوير؟!
لا تنتخب الطائفيين.. الذين يريدون مصر طائفية.. يحارب فيها المسلم مواطنه المسيحي وبالعكس.. لا تنتخب من قالوا (طظ في مصر.. واللي جابوا مصر).. أولئك الذين يقبلون أن يولي علينا ماليزي أو باكستاني أو إندونيسي.. لا تنتخب الذين يقررون موقعك من الحياة العامة بناء علي مدي طاعتك للمرشد وانحنائك لتقبيل يده خضوعا.. بينما لا خضوع إلا لله.. وحتي الله نحن لا نقبل له يداً.. سبحانه وتعالي جل علاه.
لا تنتخب الذين قتلوا رموز مصر.. وحاولوا قتل غيرهم.. الانقلابيين.. الذين غدروا بمحمود فهمي النقراشي.. واغتالوا أحمد ماهر.. وقتلوا القاضي الخازندار.. وحاولوا قتل الرئيس عبدالناصر.. ورعوا من قتلوا الرئيس السادات.. وقالوا إنه ليس من حق الأقباط دخول الجيش.. وأعطوا للطلبة في جامعة الأزهر الحق في أن يمارسوا الاستعراضات العسكرية الإرهابية المخيفة والمعبرة عن طريقة تدريبهم كوادرهم.. حيث لا ينقصهم إلا حمل السلاح.. لا تنتخب الإخوان.
لا تنتخب من زرعهم بيننا الاحتلال كي يدمروا الحركة الوطنية المصرية التي كانت تقاوم الاحتلال.. يدمروها بالانقسام.. ويخدعوا الناس برايات الدين.
الاحتلال البريطاني دفع لهم أموالاً طائلة في بداية تأسيسهم.. من خزانة الشركة الأجنبية لقناة السويس في عام 1928 ..وساندهم وسكت عنهم.. كانوا ولم يزالوا صنيعته.. وبعض قياداتهم لم تزل تنعم في بلاد الإنجليز.
الاحتلال الإسرائيلي منحهم أوقاف غزة.. وقبل بنشوء فرعهم الفلسطيني المعروف باسم حركة حماس.. كي يطعنوا في الحركة الوطنية الفلسطينية.. وها هم قسموا أراضي فلسطين.. وزعوها بين غزة ورام الله.. لا يطلقون رصاصة علي الاحتلال.. وإنما يحاربون السلطة التي انقلبوا عليها.. حتي بعد أن نجحوا في الانتخابات.
لا تنتخب أولئك الذين يعتقدون أن العملية الديمقراطية تستوجب الاستشهاد.. ويتحدثون عن الانتخابات باعتبارها ميدان حرب.. ويريدون للعنف أن يسود.. ويواجهون سلطات الأمن حين تتعامل مع تنظيمهم غير القانوني.. ويفصلون بين الأب وابنه.. والابن وعائلته.. ويهددون الناس بالويل والثبور إن لم يختاروهم.
هم يعرفون أنك ضدهم.. أنك تختار الاستقرار.. أنك تريد أن تتواصل مع العالم.. أنك لا تعادي الغرب.. أنك لا تؤيد الإرهاب.. أنك تريد أن تطمئن إلي حياتك دون قطع يد أو قطع رقبة.. وهم تجار دم.. وباعة ترويع.. وموزعو هلع.. ومن ثم لأنك تعرفهم فإنهم يدعون أن هناك تزويراً.. وأنه عليك ألا تذهب إلي صندوق الانتخابات لأنهم يعرفون أنك لن تختارهم.. يريدونك أن تبتعد كي يستولوا هم علي الإرادة التي تمثلها.
لا تنتخب من لم يحترموك ولم يعلنوا برنامجا.. قالوا كلاما فارغاً.. أطلقوا شعارات وهمية.. لم يشرحوا لك ماذا سيفعلون كي يوفروا فرصة عمل لابنك.. ولم يقولوا كيف يضمنوا لك معاشك.. ولم يفصحوا عن الطريقة التي سوف يوفرون لك بها تأمينك الصحي أو سلعك المدعمة.. ليس فقط لا يوجد لديهم احترام لعقلك.. وإنما هم أيضا ليس لديهم شيء.. سوي أنهم يريدون السلطة بكل طريقة وأي طريقة.
لا تنتخب من أجبروا بعض زوجاتهم ونسائهم علي الترشح.. هؤلاء يصفون كل سيدة خارجة عنهم بأنها متحللة وغير ملتزمة.. نساؤنا لسن كذلك.. ولكنهم يهينون المرأة بفتاوي حقيرة.. ويعادونها.. ولو كانوا معها لمنحوها مكاناً بينهم.. ولو لم يكونوا يوظفون النساء في الانتخابات الجارية من أجل الدعاية الكاذبة لكانوا قد أجلسوها بينهم في مكتب الإرشاد.. بل من المذهل أنهم عينوا مسئولاً رجلاً عن قسم الأخوات في جماعة لا تحمل سوي اسم الإخوان الذكور.
انتخب الدولة المدنية.. أعط صوتك لبرنامج واضح.. ساند الاستقرار.. انصر مصر العصرية.. ادعم البرامج الاجتماعية التي توفر لك الخدمات.. قف مع المخلصين للبلد وليسوا عملاء لكل أنواع الاحتلال.. عضد تمكين النساء.. احم وحدتنا الوطنية برفضك للطائفية.. اذهب إلي الصندوق ولا تخف.. فهذا بلدك ولا تسمح لهذا الفريق الظلامي بأن يختطفه.
www.abkamal.net abk@abkamal.net