حذر المفكر الأمريكي جون إسبوزيتو، الأستاذ الجامعي والمدير المؤسس لمركز التفاهم المسلم المسيحي بجامعة جورج تاون بواشنطن، من أن الجدل السائد في الغرب حول المسلمين مؤخرا ينذر بتحول ظاهرة الإسلاموفوبيا إلي سرطان اجتماعي يتفشي في هذه المجتمعات. وأكد في حوار أدلي به اسبوزيتو لبعض المواقع الإسلامية أن "سرطان الإسلاموفوبيا يعتبر غيضاً من فيض من الكثير من السرطانات الاجتماعية التي تنخر في المجتمعات الغربية". وقد شهد العديد من الدول الغربية الواحدة تلو الأخري مؤخرا، حالات جدل مع الإسلام والمسلمين، وكشفت هذه الضجة مدي الخوف الذي يشعر به هؤلاء من الإسلام . وأضاف أن "الإسلاموفوبيا تشكل تهديدا لنسيج الحياة الديمقراطي التعددي الذي نعيشه هنا"، مشيرا إلي أن هناك الكثير من العلامات أو الأعراض المحذرة من سرطان الإسلاموفوبيا، التي يتم التغاضي عنها أو نفيها، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في العالم الغربي، ولا سيما في أوروبا". ودلل بالقول إن "هناك مؤشرات كثيرة علي ذلك في أوروبا، فمن تزايد قوي اليمين المتطرف التي تعادي الإسلام والمسلمين، وتحقيقه لمكاسب انتخابية، إلي حظر المآذن والحجاب ، تعد كلها مؤشرات علي تنامي الإسلاموفوبيا".. وشدد إسبوزيتو علي أن إلقاء القبض علي "الإرهابيين" والمشتبه فيهم والتدابير الأمنية التي اتخذتها الدول الغربية، بجانب هجمات الإرهابيين علي عدد من المدن الأوروبية من لندن لمدريد، والتهديدات المتواصلة من تنظيم القاعدة للغرب؛ لم يساعد علي تقليص الخوف من المسلمين.. وألقي الخبير المعروف عالميا في شئون الأديان، باللوم علي الحكومات الأوروبية بسبب الطريقة التي انتهجوها للتصدي للتطرف، قائلا إن "الحكومات الأوروبية لم تدرك جيدا الحجم الذي تمثله الأغلبية المسلمة في أوروبا، ولا مدي حقيقة طلبهم للاندماج في هذه المجتمعات"، لافتا إلي أن عدداً قليلاً من الحكومات الأوروبية هي التي اتخذت سياسيات كافية أدت إلي مزيد من الاندماج للمسلمين في أوروبا.. وأكد أن الولاياتالمتحدة أخذت نصيبها من الإسلاموفوبيا هي الأخري، وهذا يتضح في الجدل الدائر حول بناء مسجد جراوند زيرو، والتصريحات المعادية للإسلام والمسلمين من المحتجين علي بناء المسجد من سياسيين ووزراء مسيحيين متشددين موالين للصهيونية. وحول اندماج المسلمين في المجتمع الأمريكي، قال إسبوزيتو "خلال العقود القليلة الماضية، فإن الأغلبية الساحقة من مسلمي أمريكا مندمجون اقتصاديا وبصورة متزايدة سياسيا في المجتمع الأمريكي وأكثر من الأقليات الأخري، ولكن هذا ميراث 11-9 والخوف من هجمات أخري ، استغلها كل من السياسيين ووسائل الإعلام الذين تركوا المسلمين يعانون من التحيز في مجتمعهم .