«لاكي لوك» راعي البقر الوحيد في الغرب الأمريكي البعيد ، الذي يطلق النار - حرفيا - أسرع من ظله هو بطل سلسلة القصص المصورة التي تحمل اسمه والتي ذاع صيتها في أوروبا ثم في العالم كله بعد ترجمتها إلي العديد من اللغات من بينها العربية، وتلك الشخصية التي ابتدعها البلجيكي موريس عام 1946 أصبحت من أشهر شخصيات القصص المصورة خاصة بعد انضمام الفرنسي جوسيني الذي ساعد في تأليف قصص جديدة ذات طابع كوميدي مختلف ونجح الثنائي موريس- جوسيني في تحويل معظم قصصهم إلي أفلام رسوم متحركة انتشرت في جميع أنحاء العالم. واليوم وبعد رحيل هذا الثنائي المبدع، تخبطت سلسلة لاكي لوك عدة سنوات وصدرت منها أعداد منفصلة ، قبل أن تبدأ السلسلة مرحلة جديدة من تطورها مع ثنائي جديد، الكاتب المغربي الأصل دانيال بيناك والسيناريست ذو الأصول الإيطالية تونينو بيناكيستا ، الذين أسندت لهما دار النشر مهمة إحياء لاكي لوك من جديد بالتعاون مع الرسام المخضرم أشديه. وبمناسبة صدور العدد الجديد "لاكي لوك يواجه بينكرتون" في منتصف أكتوبر الماضي أجري موقع إفان الثقافي حوارا مع دانيال بيناك للحديث عن هذا العمل الذي يكمل مسيرة إبداعية استمرت علي مدار أكثر من 50 سنة . هل كنت دائما معجب ب"لاكي لوك"؟ - أظن معجب كلمة غير صحيحة ، فهي مسألة أجيال ، فزميلي تونينو علي سبيل المثال محب ل"لاكي لوك" أكثر مني لأنها تشكل طفولته ، أما أنا فقد كان لاكي بطل مراهقتي. كما أنني أعتبر نفسي خبيرًا في "تان تان" فقد قرأت كل قصصه وأنا صغير إلا أنني أحب كثير روح الفكاهة التي يصنعها الثنائي موريس وجوسيني ، فهي خليط من العبث والنقد اللاذع أنت بالتأكيد لست ممن يعتبرون القصص المصورة نوعا من الأدب قليل الشأن؟ - إن من قرأ وهو طفل القصة المصورة "نيمو الصغير" ، رائعة وينسور ماك كي التي أعدها احد الأعمال الخالدة، بالتأكيد لن يؤيد هذا الرأي . إن النخبة المثقفة في فرنسا تصر علي هذا التعنت واعتبار القصص المصورة نوع أدبي قليل الشأن . وأنا لا أعبأ لذلك. ما النقاط المشتركة بين الفكاهة التي قدمها الثنائي موريس وجوسيني ، والثنائي الجديد الذي تشكله مع تونينو وبيناكيستا؟ - أهم نقطة مشتركة هي روح العبث والسخرية . لقد أردنا أن نسير علي خطا أساتذتنا لكن دون تقليد أو إعادة . فعلي سبيل المثال ، يظهر الأخوة دالتون ، ألد أعداء لاكي لوك ، وهم يحاولون الهروب من السجن عن طريق حفر نفق طويل استغرق أسبوعا ، وعندما ينتهون يجدون أنفسهم وجها لوجه مع الحارس الذي يطلق سراحهم بسبب اكتظاظ السجن بالمساجين ! هذا يشبه كثيرا نوع الكوميديا الذي عودنا عليه جوسيني. أنت لست جديدًا علي عالم القصص المصورة ، فقد قدمت من قبل السيناريو لقصة "الفساد" مع الرسام جاك تاردي ، لكن الكتابة ل"لاكي لوك" لها قوانين خاصة ، فهل كان ذلك صعبا؟ - إن الكتابة لعالم قائم بذاته من قبل تضيف المزيد من القيود، فلابد من وجود الشخصيات المعتادة: الإخوة دالتون، جولي جامبر وغيرهم.. ولكني أستمتع بهذا التناقض العظيم الذي يجعل إضافة المزيد من القيود يحرر الخيال والإبداع أكثر. كما أننا في هذا العدد الجديد خالفنا قاعدة ال"48 صفحة" الذي اعتاد عليها القارئ وخرجت القصة في 46 صفحة فقط. هل استعنت بالشخصية التاريخية للمحقق الأمريكي ألان بينكرتون لكتابة الحبكة في هذه القصة؟ - الفكرة كانت في الأساس أن جو دالتون، الخارج عن القانون الأحمق يشعر بالغضب الشديد لأن لاكي لوك لم يكن هو الذي ألقي القبض عليه. ومن هنا ظهرت الحاجة لشخصية بينكرتون . وهذه الشخصية في الواقع هي المضاد تماما لشخصية راعي البقر الوحيد.. - إن شخصية بينكرتون في الحقيقة شخصية ثرية جدا ، فقد ناضل هذا المحقق الأمريكي في أوائل القرن التاسع عشر من أجل إلغاء العبودية ، ودعم الانتخابات قبل أن يصبح مأمورًا في شيكاغو. وهو الأب الروحي لمكتب التحقيقات الفيدرالية والمخابرات الأمريكية. نجد في القصة الكثير من الإسقاطات السياسية نري فيها انتقادا للحكومة الفرنسية الحالية، فهل هذا مقصود أم هو محض صدفة ؟ - لقد أقسم فريق العمل علي ألا يلعب دور الواعظ ولا يشير إلي الأحداث الجارية. فإن حكم شخص مضطرب أو مصاب بجنون العظمة، يجب أن يؤدي إلي رفع الدعاوي القضائية واكتظاظ السجون، إن الحكومة الفرنسية لم تخترع ذلك فهي نتيجة منطقية.