فيما يبدأ أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية جولة في عدد من دول حوض النيل في الحادي والعشرين من ديسمبر المقبل يقوم خلالها بزيارة كل من بوروندي والكونغو كينشاسا، حيث يعقد مباحثات مع المسئولين في كلتا الدولتين تستهدف تنشيط وإعطاء مزيد من الدفع في العلاقات الثنائية، نفت مصادر مصرية مطلعة أن تكون الجولة مرتبطة بالهجوم الإعلامي الذي شنه رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي علي مصر مؤكدا أن موعد الجولة والزيارات التي تشملها محدد قبل أشهر في إطار العلاقات المصرية المتميزة مع جميع الدول الشقيقة في حوض النيل. وفي الإطار نفسه بدأ عدد من الصحف الكينية في إعادة موجة التوتر التي سبق التوقيع علي اتفاق عنتيبي في توقيت متزامن مع هجوم زيناوي وهو الأمر الذي استوقف عددا من المراقبين.. تصريحات زيناوي التي جاء الرد المصري عليها متمثلا في إعراب السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن الدهشة إزاء تصريحات زيناوي التي أدلي بها إلي وكالة رويترز بشأن علاقة بلاده مع مصر، وقال: إن ما يثير الاستغراب بشكل أساسي هو حديث رئيس الوزراء الإثيوبي عن أي مواجهة عسكرية بين البلدين بشأن مياه النيل. وأشار السفير حسام زكي إلي أن موقف مصر في هذه المسألة معروف ومعلن، ومفاده أن مصر لا تعتبر أن خيارها هو الحرب من أجل المياه، وأن الخيارات التي تبني مصر سياستها عليها هي جميعا خيارات تستند إلي الحوار والتفاوض والتشاور والالتجاء إلي القانون الدولي والحقوق المكتسبة للدول. وأكد المتحدث باسم الخارجية أن الأمر لم يصل إلي حد الأزمة وأن المشكلة تمثلت في الهجوم العنيف لرئيس الوزراء الأثيوبي بشأن استغلال مصر لمجموعات متمردة ضد النظام الحاكم في إثيوبيا هي اتهامات عارية عن الصحة، مشددا علي أن مصر سوف يسعدها أن يتوصل نظام الحكم في أديس أبابا إلي توفير الأجواء والظروف التي تحول دون استفادة أي طرف من وجود هذه الجماعات. وأعرب السفير حسام زكي عن تمسك مصر بمواقفها القانونية والسياسية الثابتة في موضوع مياه النيل، وشدد علي أن مصر اتبعت نهج الحوار ومحاولة الإقناع والتفاهم مع إثيوبيا علي مدار سنوات بهدف التوصل إلي التوافق المطلوب لتحقيق تقدم في الاستفادة الجماعية المتوازنة من مياه نهر النيل. وقال: إنه كان من المؤسف أن تسرع بعض الدول وفي طليعتها إثيوبيا إلي استباق نتائج الحوار من خلال التوقيع علي مسودة الاتفاق الإطاري غير المكتمل قبل التوصل إلي التوافق المنشود. وأضاف أنه من الممكن في ضوء التطورات الأخيرة تفهم الإحباط الذي يستشعره الجانب الإثيوبي تجاه الصعوبات التي تواجه مبادرة حوض النيل ومسودة الاتفاق الإطاري. وقال السفير حسام زكي في ختام تصريحاته إنه من الغريب أن تصدر تلك التصريحات في وقت اختارت فيه مصر أن تتعامل بقدر عالٍ من الانفتاح مع إثيوبيا وأن تغلب لغة المصالح المشتركة علي دعوات المواجهة ولغة التعاون الاقتصادي علي الخلافات المعروفة في وجهات النظر بين البلدين في موضوع مياه النيل حتي مع إدراكها للدور الإثيوبي في الدفع بمسودة الاتفاق الإطاري واستباق نتائج الحوار بهدف دعم التعاون بين دول الحوض وتحقيق المنفعة للجميع دون الإضرار بمصالح أي منها وهو المبدأ الذي تأسست عليه مبادرة حوض النيل علي مدار السنوات العشر الماضية.