ليس هينًا علي النادي الأهلي وإدارته أن يأتي يوم ترفع فيه رايات عملاقة في استاد القاهرة، تحمل في عباراتها إنذارا وتحذيرا إلي كل من يهمه الأمر، فإن جماهير الأهلي لن تصبر علي التساهل بشأن فريقها، الذي يمثل لها شيئًا عظيمًا.. وأنه علي إدارة الأهلي أن تتحرك لإنقاذ الفريق، الذي كان في مباراتي إنبي والجونة الأخيرتين يصعب علي أي حد بيحب الكرة، رغم فوزه في الأولي وتعادله بالثانية. الرايات العملاقة في مباراة إنبي حملت أيضًا غضبًا من الجهاز الفني ولجنة الكرة، ورفضًا صريحًا للعبارة التقليدية «الحساب في ختام الموسم».. بل والأخطر ذلك التأكيد الصريح بأن خروج الأهلي من بطولة أفريقيا لم يكن سببه الوحيد حكم مباراة الترجي وحده.. ولكن لأن الفريق لم يكن بالأصل علي مستوي المنافسين، ولا يملك مقومات الاستمرار في البطولة الأفريقية حتي الفوز بها.. هذه المصارحة الجماهيرية ضربت الحملة الحمراء التي تم تسويقها عقب الخروج من البطولة الأفريقية، بأن الحكم لامبتي كان السبب.. وهو في رأيي سبب رئيسي فعلاً، ولكنه أيضا ليس السبب الوحيد، لأن جريمته وقعت في الدقيقة الأولي، وكان هناك 90 دقيقة لتعديل الموقف.. وقبل ذلك كان هناك 90 دقيقة في القاهرة كان يمكن أن توفر علي لاعبي الأهلي الجريمة التي وقعت لهم في رادس.. وقبل كل ذلك فالأهلي ليس مقنعًا، وغارق في مشاكل فنية، تعرضت لبعضها في مقالات سابقة، إلا أنني أتعرض في هذا المقال إلي نقطة جوهرية جدا، ولدي يقين أن الكابتن حسام البدري يدركها جيدا، وبالتأكيد يعمل علي معالجتها، وإن كنت أري أن مدي المعالجة طال، ولم يسفر عن نتائج ملموسة حتي الآن. النقطة الفنية التي أتحدث عنها وأشير إليها بقوة.. هي السرعات.. ففريق الأهلي يعاني من تراجع واضح في معدل السرعات في كل خطوطه.. وهي مسألة كانت تمثل في السابق نصف مقومات التفوق لفريق الأهلي محليًا وأفريقيًا.. ولكنها الآن في تراجع ملحوظ، حتي إن كل الفرق التي تواجه الأهلي، سواء في الدوري، ومن قبل في بطولة أفريقيا كانت تعتمد علي فارق السرعات في إحداث التفوق علي الأهلي.. ومراجعة بسيطة لأغلب الأهداف التي أصابت شباك الأهلي، ستؤكد هذا الفارق في كل الخطوط، وليس في خط الدفاع وحده.. وهناك سببان في هذه المشكلة، أولهما ارتفاع متوسط أعمار لاعبي الفريق، والثاني مرتبط بالأول، لأن لجنة الكرة قامت باستقدام لاعبين بدرجة «نجم» كبار السن، وزادوا من المشكلة الأولي.