بالنظر إلي الساحة السياسية المصرية اليوم، ونحن في معترك حلبة النزال السياسي للفوز بمقاعد البرلمان المصري، في المرحلة القادمة-حيث يتباري الحزب الوطني الديمقراطي وأحزاب سياسية لها شأن هام في الحركة السياسية المصرية المعاصرة، مثل حزب الوفد، وحزب التجمع وغيرهما - كما أن المستقلين وهم أيضاً من مشارب واتجاهات سياسية متعددة، يعمل الجميع ببرامج محددة يقدمها لجمهور الناخبين للفوز عن الدوائر التي تجري فيها المعركة الانتخابية!! هذا من الظاهر العام، وأيضاً قلب الحقيقة يقول إن هذه الانتخابات هي الأولي من نوعها في الحياة البرلمانية المصرية، حيث يعتبر مجلس الشعب المنتهية دورته، هو المجلس الوحيد الذي أنهي دورته كاملاً دون حل، منذ معرفتنا بالحياة النيابية في مصر، وأن هذا المجلس المنتهي مدته والذي جاء إلي مقاعد البرلمان عام 2005 . لم يعد هو نفس المجلس الذي يرتقبه شعب مصر ليحتل مقاعد البرلمان في 2010، حيث إن الحياه السياسية المصرية قد تبدلت وتعدلت وتغيرت تغيراً شديدًا فلسنا في عام 2005 . حيث بدأنا إصلاحاً سياسياً جبارًا، بإعلان الرئيس تغيير المادة 76 من الدستور، واختيار رئيس الجمهورية ضمن مجموعة متقدمة باشتراطات دستورية وقانونية لانتخابهم مباشرة من الشعب ثم تحول أخر وهو تعديل أكثر من 34 مادة في الدستور عام 2007، لكي يأخذ المجتمع السياسي حيوية أكثر ، وتدعو لحراك لم يسبق لمصر أن تراه في عصورها المختلفة، وبالتالي فإن ما نواجهه اليوم في معركة انتخابية يضمن لها الشفافية القانون والدستور، وأيضاً مراقبة المجتمع المدني المصري بقنواته المختلفة لعملية الانتخابات، كما أن أيضاً الحزب الوطني عام 2010، هو ليس نفسه الحزب عام 2005 . حيث استطاعت الأمانات سواء كانت السياسية أو التنظيم وغيرهما من خلق جو من التنافس الشريف علي مستوي القاعدة الحزبية، وإجراء انتخابات من النجوع والقري والمراكز مما إتاح الفرصة لعشرات الآلاف من الشباب بأن يقدموا للعمل السياسي من داخل أروقة الحزب الوطني وهذا مالم يحدث في أي تجمع سياسي أخر في مصر. كما أن اعتماد الحزب علي المجمعات الانتخابية وبعد التصفيات الأولي في انتخابات حرة مباشرة، ثم إعطاء الفرصة لكل متقدم لكي يدلي بحديث لمدة خمس دقائق أمام المجمع الانتخابي، وأيضاً مراجعة سجل المتقدم سواء كان أمنياً أو اجتماعياً أو حتي اقتصادياً للاطمئنان علي من سيمثل الحزب في هذه الانتخابات، كل هذه الإجراءات تدعوني إلي أن أشهد بأن إصلاحات سياسية تتواصل في الساحه الوطنية. ونرجو أن نحصل علي نتائج لما تم من جهد مضني في ساحات وأروقة وأرجاء الحزب الوطني في كل مصر!!