تجربة جار النبي الحلو الروائية، وأسلوبه السهل الممتنع، وتجربة الكاتب الشاب هدرا جرجس الواعدة، التي تبشر بكاتب ذي ثقل أدبي، كانت محور الندوة الأولي لسلسلة "حوار" الشهرية للجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة، التي عقدت الاثنين 8 نوفمبر الماضي . في مستهل إجابة الحلو علي سبب اختياره لهدرا جرجس ككاتب شاب، ورؤيته لكتاب الجيل الجديد، أثني علي هدوء هدرا، وتميز تعليقاته بالواقعية، وهو ما لمسه في كلمته بمؤتمر الكتابة الجديدة في مرسي مطروح 2008، التي علق فيها علي مصطلح "الكتابة الجديدة"، واصفاً إياه بأنه مصطلح ضخم، ولا يتناسب حقيقة مع هذا الجيل الجديد. واستكمل الحلو تعليقه من خلال قراءته لرواية "مواقيت التعري" لهدرا، والتي تماست معه ومع أسلوبه جدا، لدرجة أنه يري لو أن هذه الفكرة التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة قد أتته قبل هدرا كان سيكتبها بنفس الطريقة، والتي تتسم بالعذوبة والصدق، لأنه يصف العالم الذي تعايش معه عن قرب وبشكل حقيقي يخلو من نغمة العنصرية أو الادعاء. انتقل الحوار إلي هدرا في إجابته علي تساؤل حول رؤيته للجيل السابق علي جيله وكذلك رؤيته لجار النبي الحلو، ليقول بأنه لا يعتبر ما يحدث الآن من منتج أدبي هو تعبير حقيقي عن جيله، وأن ملامح الجيل لم تتحدد بعد ولم يتضح المشروع الأدبي بعد لكل كاتب شاب.. وأن من يمكن أن نطلق عليهم "جيلاً"، فهم أدباء الستينيات، لأنهم جاءوا في فترة سياسية واقتصادية واجتماعية مغايرة تماما، وقدموا منتجا ثقافيا متنوعا وثريا مثل يحيي الطاهر عبد الله، وإبراهيم أصلان، وجار النبي الحلو، وإبراهيم عبدالمجيد، وأعرب عن سعادته بقول الحلو أنه يشبهه وتمني أن يكون علي هذا المستوي بالفعل. اشترك الناقد سامي سليمان بالحوار حول ما يميز كلا من جار النبي الحلو وهدرا جرجس، والذي بدأ بنقده ل"مواقيت التعري" حول العوالم المتقاطعة والمختلفة للشخوص، وقيام فكرة الرواية علي المفارقة فيما بين مسلكي شخصية مديرة المدرسة الفكرية "سناء"، وبين الطفلين "هادي" و"نور"، في أن من يملك الحياة كاملة لا يعيشها علي النحو الجيد أو السعيد في حين من لم يملكها كاملة يعيشها بكل ما فيها من جماليات. بينما تناول الناقد يسري عبدالله تجربة الحلو، ووصفها بأنها ذات طعم ورائحة مميزتين، وذات حضور لافت لأهم ملمح عند الحلو وهو الدهشة، من خلال تفعيله لكل ما همشه المجتمع والحياة، أيضا الروح الشفيفة التي تظلل كتاباته من خلال أنسنته للأشياء، وقام بتطبيق تعليقه علي رواية الحلو الأخيرة "عطر قديم"، الذي يبرز فيه عطر الحياة المتباين ذات الألوان المتعددة والباعثة علي حنين جارف، وهو الملمح الثاني في كتابة الحلو.