قبل أن يسافر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي نيويورك أعلن في إسرائيل عن خطة لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية.. وجاء ذلك الإعلان في ذات الوقت الذي تم تسريب أخبار من واشنطن تفيد بأن الادارة الامريكية قررت إعادة إحياء حزمة حوافز أمنية وعسكرية وسياسية سبق أن قدمتها لنتانياهو من أجل الموافقة علي الاقتراح الأمريكي بتمديد تجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة.. وهذا لا معني له إلا أن نتانياهو يرد علي تلك الاخبار التي تم تسريبها بشكل واضح وهو.. الاستيطان مستمر. نتانياهو يتحدي أوباما لأنه يستغل ظرف الانتخابات النصفية للكونجرس والتي انتهت بخسارة حزب أوباما الأغلبية في مجلس النواب.. ويبدو نتانياهو قبل أن يسافر إلي نيويورك وقبل أن يلتقي نائب الرئيس الأمريكي بايدن ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون غير مكترث بتجديد واشنطن تقديم حزمة الحوافز الأمنية والعسكرية والسياسية ويراهن نتانياهو علي أن الإدارة الامريكية لن تكون في مقدورها حاليا اثارة أي مشاكل معه أو ممارسة أي ضغوط عليه في هذا الوقت العصيب لها وحتي لا تثير غلاة الجمهوريين ضدها. كما يراهن رئيس الوزراء الاسرائيلي أيضا علي الاستعداد الفلسطيني لمنح واشنطن مهلة جديدة غير مهلة الشهر السابقة، كي تفعل ما في وسعها من أجل إنقاذ المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين.. ولذلك الأغلب أن نتانياهو سوف يتمسك بمواقفه الرافضة لأي تجميد للاستيطان حتي ولو كان جزئيا.. أي أن جهود انقاذ المفاوضات المباشرة من الفشل تصطدم بحائط الرفض الاسرائيلي لتجميد الاستيطان.. حتي الاقتراحات الأخري التي طرحت ويمكن إعادة طرحها ليتجاوز هذا الاعتراض تواجه ذات المصير وهو الفشل.. فإسرائيل مازالت ترفض تقديم حوافز من جانبها للفلسطينيين مثل الانسحاب من مساحات جديدة من أراضي الضفة، وتسليم مسئولية الأمن فيها للسلطة الفلسطينية، أو مثل الاتفاق علي مسألة حدود الدولة الفلسطينية. بل إن الحديث يدور الآن حول حلول مؤقتة لمشكلة الحدود حتي إن كانت طويلة المدي كما وصفها مسئول إسرائيلي، وهي الحلول التي تبقي القوات الإسرائيلية في مناطق شتي من الضفة وتحكم سيطرتها علي القدسالشرقية وغور الأردن وتضمن استمرار الاستيطان فيها. وحتي إذا وافق نتانياهو علي حزمة الحوافز الأمريكية وقام بتمديد تجميد الاستيطان لمدة شهرين فإن ذلك لن ينقذ المفاوضات المباشرة أو عملية السلام، وإنما هو مجرد تأجيل لإعلان فشلها فقط.. وفي ذات الوقت ستكون خسارة الفلسطينيين وقتها أكبر إذا وافقوا عليها لأنها سوف تحرمهم من اللجوء إلي الخيارات البديلة الأخري بعد أن تكون واشنطن قد تعهدت باستخدام الفيتو لإسقاط أي مشروع قرار بإعلان الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن، كما تعهدت بألا تحاول اقناع الإسرائيليين بتمديد تجميد الاستيطان لفترة أخري بعد انتهاء الشهرين.