اتفق الكل علي أنها سابقة مثيرة عندما سألنا المعارضين عن آرائهم في تجربة «الوطني» لترشيح مرشحين وثلاثة وأربعة في دائرة واحدة بخلاف المنشقين، رافضاً تعريفها بفتح الدوائر، ولكن تباينت ردود الفعل لدي قيادات المعارضة والمحللين السياسيين إزاء هذه الاستراتيجية الانتخابية المستحدثة، ففي الوقت الذي اعتبرت فيه المعارضة هذه الاختيارات انعكاساً لتأزم الموقف داخل الحزب والقلق من اتساع الانشقاقات.. اعتبر آخرون الأمر بمثابة محاولة من الوطني لاقتناص أكبر عدد من المقاعد بدلاً من اللجوء للمستقلين للحصول علي الأغلبية وهو ما يمثل مضايقة لمرشحي الأحزاب والمستقلين بمن فيهم الإخوان. قال حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع إن أهم ما يلفت النظر في اختيارات «الوطني» هو الصراع الحاد والتكالب من قبل المرشحين علي المقاعد خلال هذه المعركة الانتخابية، وهذا يتضح بشكل كبير من خلال الأعداد التي وصلت للآلاف ممن تقدموا للمجمعات الانتخابية. وتساءل عبد الرازق عن سر هذا التكالب والانفاق الكبير حتي قبل أن يحدد الحزب مرشحيه، فماذا سيجني هؤلاء من وراء مقعد البرلمان؟ مشيراً إلي وجود مصالح خاصة يسعي إليها مرشحو الوطني. وأضاف عبد الرازق: إن اختيارات الوطني عكست صراعاته الداخلية بين قياداته الذين لم يستطيعوا حصر اختيارات المرشحين في عدد من الدوائر الانتخابية، وهو ما يعد تأكيداً علي عدم استطاعة الحزب علي إلزام المرشحين باختياراته، خاصة أن الوطني أتي بفعل ليس له مثيل في العالم. من جانبه قال أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري إن آليات الاختيار التي حددها الوطني لم تنجح في حسم الاختيارات للمرشحين الذين فقد الحزب السيطرة عليهم، لذا لجأ إلي الحل الأقرب لاحتواء الأزمة بدلاً من اندلاع ثورة للغاضبين من هذه الاختيارات. وأوضح حسن أن هذا الموقف يصب في صالح المعارضة بجانب أن تعدد مرشحي المقعد الواحد يعد تأكيداً علي عدم تدخل إدارة الحزب لصالح أي مرشح ممن تم اختيارهم وإلا كان تم اختيار مرشح واحد، مطالباً مرشحي الأحزاب والمستقلين بالعمل علي هذا الجانب مستغلين صراع مرشحي الوطني مع بعضهم. فيما اعتبرت مارجريت عازر رئيس غرفة العمليات الانتخابية بحزب الوفد أن الوطني حاول «الاستذكاء» علي الموقف الذي وقع فيه في الانتخابات الماضية باللجوء إلي المستقلين للحصول علي الأغلبية، وبالتالي زاد من عدد مرشحيه طمعاً في اقتناص أكبر عدد من المقاعد. ووصفت عازر دفع الوطني بعدد كبير من أعضائه علي نفس المقعد بمثابة إحجاف للمعارضة التي قد لا تملك مثل هذا الحجم ممن لديهم القدرة علي خوض المعركة الانتخابية، مشيرة إلي احتمالية أن يسترضي الوطني أحد مرشحيه المتنافسين علي مقعد مع زميل له بالحزب لديه أسهم أعلي في الفوز، من خلال وعده بأي منصب حزبي أو إقناعه عن طريق ضرورة الالتزام بما يراه الحزب أي هناك بدائل بدلاً من تكسير أصوات مؤيدي ومرشحي الحزب لبعضهم وهو ما يفتت كتلهم التصويتية.