أكد الناقد يسري عبد الله أن رواية "مزرعة الجنرالات" للروائي عبد النبي فرج، تساهم في صناعة تاريخ مواز للقهر وقال: عبر شخصية الجنرال المتلاعب بأعصاب المجموعة، يتبين لنا أن من يمارس القهر، يتعذب هو نفسه في حالة من الاغتراب، والانفصال عن محيطه الاجتماعي والطبقي، بل يفتقد اسمي المعاني، فتجده يصلي في جماعة، ويخرج ليستكمل تعذيب الآخرين. وأكمل عبد الله في الندوة التي نظمها المنتدي الأدبي لأمانة القاهرة بحزب التجمع، لمناقشة رواية "مزرعة الجنرالات"، الصادرة مؤخرًا عن دار "الدار" للنشر والتوزيع، أن عنوان الرواية يعد إضافة داخل النسق الجمالي للغة العربية، ويوضح من خلالها فكرة الشيخ الذي يخطب في الجموع، ويسوق رعيته ومريديه إلي ما يريده لاغيا إرادة الاختيار لديهم، أو أي حيز للعقل أو التفكير. وأضاف: الرواية ترصد حالة من أبشع صنوف العذابات التي تبدأ وتنتهي باغتيال الروح، وسط فضاءات من البؤس، في حكاية سردية يختلط فيها الواقعي بالمتخيل وتلعب فيها الفانتازيا أساسا، باختصار نحن أمام رواية بنتيها تتكئ علي البناء الرمزي المتوازي، توهم متلقيها أنها تتصف بالواقع، لكنها تصنع عالما تخيليا متوازيا، وقد قسم الكاتب روايته إلي خمسة فصول سماها بالأبواب لكل منها هامش، هذا الهامش بمثابة إفصاح عن النص السردي، معظمها مثلت نوعا من أنواع التعميق وشكلت قدرا مما يعرف بالبنية العميقة، بمعني أصح الهوامش منحت الرؤية السردية بعدا جديدا. وأشار إلي أن البشر في الرواية ممزقون باحثون عن أمان نفسي، مع استخدام لما يسمي بمشهدية الصورة السردية، وسط صخب وعنف، والرواية تعبر عن واقع حقيقي وعالم متخيل، هي رواية تخيلية تحمل اكتنازا في طبقات المعني، قد تقرأها علي نحو واقعي صرف، أو علي نحو متخيل، لكنها تبقي رواية تخيلية بديعة، ولكننا يجب أن نشير أيضا في المقابل لتلك الارتباكات اللغوية والترهل في بنية بعض الهوامش وهما الأمران اللذان يجب الالتفات لهما. الناقد شريف رزق وصف أجواء الرواية بأنها شبقية عنيفة، ووسط هذا كله تقدم طقوس الأسطورة الشعبية وتحاول استحضارها في مناطق كثيرة تؤكد أن الرواية يمكن أن تنتمي لمجموعة من الخانات السردية كتيار الشعرية، والسرد الرمزي الذي مثله نجيب محفوظ في كثير من أعماله، حيث التركيز علي الرموز والبطولة الشعبية، وقد تجد الرواية في الوقت ذاته تنتمي لعالم الواقعية القذرة مع الكم الهائل من الشبق والجريمة. وأكمل: فعل الجريمة هو الشاغل الأساسي في السرد دون اهتمام مكاني، رغم أن العنوان يشير إلي مكان، ولكنها ليست رواية مكان، بل هي رواية أحداث جسام لشخصيات في دروب بدائية، ولكن بها أخطاء لغوية اعترت الجسد السردي.