«أتمنى ألا يقتصر دور الدولة فى حماية الآثار على تسجيلها فقط، وكما ينبغى الاهتمام بترميمها، فإن التوثيق خطوة مهمة فى هذا المجال، ولاسيما أن مدينة فوه يوجد فيها أكثر من 300 أثر إسلامى، وإذا ضممنا إليها آثار رشيد يتجاوز العدد 600 أثر ليست مدرجة على الخريطة السياحية فى مصر، وقد حدثت عدة ترميمات لبعض الآثار فى مدينة فوه أوائل التسعينيات ثم توقفت وطالبنا بتخصيص بعض التكايا لنشاط الفنانيين التشكيليين تحت إشراف هيئة الآثار، ولكن لم يتم الاستجابة لمطالبنا»... بهذه الكلمات علق الفنان التشكيلى عبد الوهاب عبد المحسن، على الخطوة التى اتخذتها «المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط»، التابعة لمركز الكتابات والخطوط بمكتبة الإسكندرية مؤخرا، بتوثيق النقوش الكتابية المدونة على العمائر الدينية والمدنية الأثرية فى مدينتى فوه ورشيد، والتى بلغ عددها 115 نقشا مدونا على العديد من المساجد والأسبلة والمدارس والبيوت والوكالات وغيرها، فى إطار مشروع رصد النقوش العربية خارج نطاق القاهرةوالإسكندرية. ومن جانبه قال الدكتور خالد عزب مدير مركز المخطوطات بالإنابة: طبيعة المدينتين وثرائهما الأثرى هو الذى دفع المجموعة البحثية التى تعمل على المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط، إلى توثيق ذلك الكم الهائل من النقوش، الذى ضم مئات النقوش العربية، من مراسيم ترجع إلى العصر المملوكى بمدينة فوه، ونصوص تأسيسية ونصوص تجديد بمدينة رشيد، مشيرا إلى أن وجود العديد من المساجد الأثرية والقباب والمزارات ساعد على إيجاد هذا الكم الهائل من النقوش، حيث إن مدينتى رشيد وفوه يعتبران من أكبر المدن المصرية من حيث كم الآثار الإسلامية بعد مدينة القاهرة.