حذر مفتي الجمهورية د. علي جمعة من اعتقاد بعض أفراد الجالية المسلمة في أوروبا أن مستقبل الإسلام معلّق علي ارتداء النقاب وإطلاق اللحي وإقامة المآذن فقط، مع تأكيده علي أنه لا ينبغي للدول الأوروبية التدخل في هذه الأمور. كما حذر في بيان صدر امس وأفردته وسائل الاعلام الاجنبية خلال زيارته لسويسرا من تعامل بعض أفراد الجاليات المسلمة مع المجتمعات الغربية وكأنهم لم يبرحوا بلادهم التي تركوها قبل عقود دون اكتراث لهويتهم الجديدة وهو ما يزيد من موجة الفوبيا والكراهية لدي الطرف الآخر واستطرد قائلا " نحن نطالب بالاندماج الإيجابي وليس الذوبان". كما اكد أن الوجود الإسلامي في أوروبا مستقر ولا يمكن شطبه أو إلغاؤه، والمطلوب من الجميع التفكير في كيفية المحافظة عليه بدلا من زيادة موجة الفوبيا والكراهية ، خاصة أن الإسلام أكثر الديانات انتشاراً في أوروبا، وذلك لم يأت نتيجة مظاهر الإسلام (الطقوسي) الشكلي، ولكن بسبب المضمون الروحاني الذي يجذب الهاربين من سطوة الحياة المادية، وتاريخه الخالي من التطهير العرقي، أو محاكم التفتيش، أو الاعتناق القسري، وهو ما توصلت إليه دراسة قام بها ريتشارد دابليو بوليت الذي أثبت أنه بالرغم من سرعة انتشار الدولة الإسلامية إلا أن دخول السكان في الإسلام استغرق مئات السنين، لذا فإن دين الإسلام في الحقيقة قد انتشر بالحب والتزاوج والعلاقات الأسرية وليس بالسيف. وأوضح أن المسلمين في الدول الأوروبية يمثلون أقلية يجب عليهم تحمل مسئولياتهم في العمل والعطاء من أجل المجتمع الذي يعيشون فيه. وشدد علي أن مراكز الأبحاث والنخب المثقفة والأكاديمية والسياسية في أوروبا ووسائل الإعلام عليهم السعي لبلورة نظرة جديدة تجاه العرب والمسلمين باعتبارهم أعضاء في المجتمع الدولي لهم حقوق وعليهم في المقابل واجبات وعدم النظر إليهم باعتبارهم طابورا خامسا وموضع شك باستمرار حتي يمكن إزالة عقدة الخوف والاضطهاد التي بدأ كثير من المسلمين في بلاد الغرب يشعرون بها. وفي المقابل دعا مفتي الجمهورية القيادات الإسلامية الدينية المستنيرة في الدول الإسلامية أن تقوم بدورها وتتحمل مسئولياتها في نشر القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة الداعية إلي التمسك بالجوهر بعيدا عن المظاهر والقشور وإزالة ما علق بالإسلام من تشوهات وتفسيرات خاطئة أو تفسيرات جامدة في أذهان الكثيرين في الغرب.