احتفل المعهد الثقافي الإيطالي بصدور الترجمة الإيطالية الأولي لرواية "مدن بلا نخيل" للكاتب السوداني طارق الطيب، وذلك علي هامش أسبوع اللغة الإيطالية، الذي ينظمه المعهد بعنوان "الإيطالية لغة صديقة: لغتنا ولغة الآخرين"، وشارك بالندوة الدكتور مجدي يوسف أستاذ الأدب المقارن، والدكتورة باترينرا رافيجي مديرة المركز. أوضحت رافيجي أن الطيب يهتم في كتاباته بالبعد الاجتماعي والفلسفي والأدب المقارن، كما أكد الدكتور مجدي يوسف أن طارق الطيب أصبح ظاهرة أدبية وثقافية لها قراء شغوفون، وترجمت أعماله إلي العديد من اللغات الأوروبية، وساعدته في ذلك زوجته، التي ترجمت كل أعماله الشعرية والنثرية إلي اللغة الألمانية. وأكمل يوسف: "مدن بلا نخيل" تروي رحلة مرة لبطلها حمزة من قرية "ود النار" في أقاصي السودان، تاركا وراءه أمه وأخته بحثا عن عمل يسد رمقهم في المدينة، بعد أن انحدر حال القرية إلي الأسوأ، ويعود إليها بعد تحسن حاله، فلا يجد سوي فقيه القرية "عم علي الفتكي"، الذي يخبره أن أخته توفيت بداء الكوليرا، ولحقتها والدته، وفي النهاية يبحث عن نخلته العزيزة عليه فيجدها محتضرة علي الأرض لا روح فيها ولا حتي سعفة واحدة. وأشار طارق الطيب إلي أن هذه الرواية كتبت عام 1988، وهي الفترة التي كان قد بدأ فيها الكتابة، لمحاولة استيعاب ما يسميه ب"الصدمتين"، وهما الأولي كانت مناخية يعيشها طلاب كلية الألسن، والصدمة الثانية لغوية، تختص باللغة الألمانية، إلي جانب الصدمة الأكاديمية التي كانت الأصعب. وقال الطيب: شهدت فترة الثمانينيات التي مر بها "حمزة" بطل الرواية- انحدارا في الأوضاع، فحمزة لم ينجز شيئا في حياته، بل بطولته جاءت في الرواية لكونه إنسانا بسيطا، سافر إلي روما وحاول أن يتعايش مع هذا المكان، وكانت الإشكالية في كيفية انتسابه إلي هذا المكان، واستطاعته التواؤم مع الغربة، إلا أنه أدرك أنه الغريب الذي يجب عليه التغير، لكن دون أن ينسجم مع المجتمع لدرجة انسلاخه عن ذاته أو هويته، فكان لابد من أن يتكيف مع هذا المجتمع بشخصه وذاته. طارق الطيب من أب سوداني من مدينة "كورتي"، بينما أمه من أصول سودانية مصرية. ولد في عام 1959 في حي باب الشعرية بالقاهرة، وعاش طفولته في حي عين شمس، متنقلا بينه وبين حارة الفيومي في منطقة الحسينية في شمال سيناء، حيث كان يعمل والده هناك. وهو حاليا يعمل محاضرا في جامعة العلوم الإدارية في النمسا.