تحولت ندوة "يوسا.. أديب نوبل" التي نظمها المجلس القومي للترجمة، التي كان من المفترض أن تدور حول سمات أدب ماريو بارجاس يوسا، وكتاباته، إلي معركة بين المتحدثين مجتمعين والناقد حامد أبو أحمد الذي هاجم الكتاب المصريين بضراوة، من انتقد منهم يوسا، ومن لم يفعل. أكد أبو أحمد أنه اعتزل النقد لأن أحدا من الكتاب المصريين لا يستحق تضييع الوقت في الكتابة عنه، وهي الآراء التي أثارت استياء العديدين من الحضور والمتحدثين علي حد سواء. أبو أحمد لم يكتف بانتقاد المبدعين المصريين ووصفهم بأنهم لا موقف لهم، بل اتهم كل من انتقد "يوسا" بأنه لم يقرأ أعماله، ووصف الثقافة المصرية بأنها أصبحت ثقافة جرايد، منتقدا دور الصحافة الثقافية في مصر وعدم قيامها بأي دور في المجتمع، وقال: أرفض أن نحكم "نحن" علي كتب يوسا أو نقيمه لأننا ليس لدينا ثقافة حتي نحكم علي ماريو بارجاس يوسا، و لا يوجد لدينا نجوم في الثقافة ولا في الأدب، و إنما نجوم في المسلسلات فقط. من جانبها ردت الدكتورة نادية جمال الدين علي أبو أحمد قائلة: شجاعة يوسا ومواقفه ظهرت فقط لأنها كان خارج دولته، لذلك استطاع الكلام عنها بحرية لأنه بعيد، و"يوسا" الذي يحسب علي أنه مناضل، شجع علي غزو أمريكا للعراق بحجة القضاء علي ديكتاتورية صدام حسين، وتساءلت جمال الدين: لماذا لا يفوز العرب بنوبل؟ مشيرة أن العمل السياسي يعد جزءا أساسيا من شروط الفوز بالجائزة. الدكتور محمود السيد انتقد المزاوجة بين مشوار يوسا السياسي ومشواره الأدبي وقال: لا علاقة للأدب بالنضال السياسي، الأديب ليس مطالبا إلا بالإجادة في إبداعه بمعزل عن موقفه السياسي، وهموم الثورة لا تقتصر علي السياسة فقط وإنما تمتد إلي الموقف الجمالي والإبداعي ككل. أما المترجم طلعت شاهين فأكد أن يوسا ليست فوق القداسة، وأنه رغم تمكنه ليس مناضلا كما صوره الدكتور أبو أحمد لأنه دخل انتخابات الرئاسة مدعوما من الولاياتالمتحدة وكبار رجال الأعمال، ففشل، فضلا عن مواقفه المشينة خلال الحرب علي العراق، حيث كان من أبرز الأصوات في العالم دعما لخطاب بوش. من جانبها قالت الدكتورة هالة عواد إن مجموعة الرؤساء القصصية ليوسا من أهم أعماله، وأنها ركيزة أساسية لموضوعاته، وتضم رؤيته للعالم وهي مفتاح مهم للدخول إلي أعمال يوسا، وأنه هو نفسه اعتبرها عالماً مصغراً لكل ما جاء في باقي أعماله.