"أنا متخوفة جدا من اللوم، فأنا صحفية وأعلم جيدا أن دخول الساحة القصصية الأدبية يتطلب نوعاً من الجرأة غير المحسوبة، لهذا أنا علي يقين من أن رواية «قرار سبز» وتعني القرار الأخضر وهو لون المعارضة الذي اختاره المرشح الاصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران - في حاجة إلي النقد ومساهمة العاملين في الحقل الأدبي" هكذا استهلت المؤلفة مسيح علي نژاد روايتها الجديدة والتي ترصد فيها الثورة الإيرانية الخضراء، وما كان من اضطرابات، وتطرف حكومي في مواجهة المظاهرات الغاضبة التي انسابت في الشوارع الإيرانية مع إن علمت بتزوير نتائج الانتخابات. وأنا أذكر كم هاجمت وسائل الإعلام التابعة للتيار المحافظ كتابي "تحصن" والذي يتناول المؤسسات المعنية ببحث صلاحية المتقدمين للترشيح في البرلمان. واستغلوا ما ورد بالكتاب عن العمليات السياسية والوثائق ضد المجاهدين في رفض الكتاب. والموضوع بسيط فأجهزة الأمن لا تحتاج إلي مراجعة كتاباتنا وإنما تعتمد علي السمع ومهمة شهودهم رد صلاحية مرشحي التيار الإصلاحي. ويعتبر كتاب "تحصن" تجربة لما جاء في الكتاب الجديد من شرح للأحداث التي سبقت عملية الانتخابات الرئاسية العاشرة أو تلك التي تلتها. وتجدر الإشارة إلي أن جميع الشخصيات مستوحاة، حتي لا يمنع الأخوة في التيار المحافظ شخصا ما من استكمال السيناريو الخاص بهم. الرواية صادرة باللغة الفارسية. وتحكي قصة آرزو رضايي مراسلة صحفية، تقيم مع صديقها مهتاب هدايتي، وتستكمل دراستها الصحفية في باريس. وقد عادت إلي إيران في مهمة تتطلب تغطية أخبار الانتخابات الرئاسية في إيران، من خلال التواصل مع شهود العيان والحركة الشعبية المعارضة. صحيح أن عدداً من الشخصيات مع آرزو العاملة في المجال الإخباري الإيراني، مستوحاة والكلام للكاتبة - مسيح علي نژاد - عن شخصيات حقيقية، إلا أني لم اقم في باريس مطلقا ولم أدرس هناك والأهم لم أشهد مطلقا المسيرات الإيرانية، لذا فإن جميع الشخصيات الأخري سوف تكون علي نفس الكاركتر. علي سبيل المثال الشخصية الثانية في الرواية تتكلم عن أحد وزراء خاتمي تعرض للإعتقال بعد تزوير الانتخابات الرئاسية، وتعرض للتعذيب وصدر ضده حكم بالسجن مدة 6 سنوات. وفي القصة تنشأ علاقة حب بين آرزو وشقيق الوزير بما يعمل علي استمرار الأحداث في الرواية. وعلاقة آرزو مع بطل الرواية أو شقيق الوزير يضع سياق الرواية بين وجهتي نظر - إحداهما دينية والأخري غير دينية - للحركة الشعبية الإيرانية. وفي الحقيقة لم يتم اعتقال أي من وزراء خاتمي أو ثمة أخ دخل في علاقة عاطفية مع مراسلة صحفية تغطي المسيرات الإيرانية. لكن مما لا شك أن الراوي نجح في قص الكثير من الوقائع الإيرانية غير المسموح بتداولها علي الساحة الشعبية. في الرواية يلعب سامان دور طالب معارض، وآرش هو ابن مهتاب رجل الدين الناشط في حزب مير حسين موسوي. تتحدث والدة آرش عن الثورة والله والأحداث الجسام والإعدامات في الستينيات واستمرار موسوي. وهذا التناقض والتعارض في الراوية يدفع إلي التساؤل عن أي من شخصيات الرواية علي صواب وأيهم في الجانب الخاطئ. ريحانة صديقة آرزو وهي كأي طالبة في الوقت الحالي لا تفكر في السياسة، لكن بسبب حبها لسامان وصداقتها مع آرزو، تمثل حلقة أخري من الحركة المعارضة. من ناحية أخري يلعب علي شخصية أخري في القصة، انفصل عن حياته بسبب حبه للنضال واستمر علي اتصاله بهذه المجموعة والتلاحم العجيب من أصدقاء الأخضر التيار المعارض- في المسيرات. بناء عليه ف«الرواية» عبارة عن تلفيق مجموعة من القصص غير المكتوبة عن إيران فيها يتكلم مهتاب هدايتي عن فترات صعود واضمحلال ثورة عام 79 والتنبؤ بسوء مصير الحركة الاعتراضية الخضراء، أيضا تتحدث آرزو رضايي أيضا عن فترات صعود واضمحلال الحركة الاعتراضية عام 2009 وآمالها.