ساقت لنا المواقع الإلكترونية الخبر التالي: قال الشيخ محمد حسان في فتواه رداً علي سؤال ما حكم بيع الآثار: "إذا كانت في أرض تملكها أو في بيت لك فهذا حقك وزرقك ساقه الله لك ولا إثم عليك ولا حرج، وليس من حق دولة ولا مجلس ولا أي أحد أن يسلبك هذا الحق، سواء كان ذهباً أو كنزاً. أما إذا كانت تلك الآثار تجسد أشخاصاً فعليك أن تطمسها، لأن النبي نهي عن بيعها، ومن حرم بيعه حرم ثمنه. وأما إن كانت هذه الآثار في أرض عامة تمتلكها الدولة فليس من حقك أن تأخذها أو تهربها أو تسرقها وتبيعها، فهذا حرام ومالها حرام". من المعروف أن الشيخ محمد حسان يعد من أبرز الدعاة التي ساعدت المنظومة الإعلامية الجديدة من فضائيات وخلافه علي تثبيت وجودهم وتعضيد دعائم فكرهم ويمتاز بحضور قوي وكاريزما واضحة ولكن للأسف لا يستخدم هذه الملكات الربانية التي وهبها الله له في توثيق عري التفكير العقلاني ولا في توطيد دعامات الأسلوب العلمي في التفكير والتشخيص، مثله مثل أترابه من نجوم السلفية الجدد. الفتوي السابقة التي تفوه بها الشيخ حسان تعد كارثة بكل المقاييس لأنها لا تعطي فقط الشرعية للاستيلاء علي أموال الدولة ولكنها أيضا تؤيد فكر وفقه تحطيم المجسد باعتباره مضاهاة لما خلق الله. ومن المعروف أن موضوع المجسمات والرسومات التصويرية من الموضوعات التي قتلت بحثا وكالعادة لم يصل المختلفون فيها إلي كلمة سواء وإن الصوت الأعلي والرأي الغالب هو التحريم انقيادا لرأي مشايخ السلفية وأساطينها الكرام وهم المشايخ الذين ما يفتئون يرفضون كل أشكال الحداثة والفنون الإنسانية كأصل في التعامل والتحليل لها كاستثناء. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوة من يوقف هذا الرجل ؟ وكيف وصلنا الي هذا الحال من الانحدار الفكري والفقهي تري هل بسبب ضعف المنظومة الثقافية ككل أم أن الصمت هو الذي صنع هذا الفقه والفكر. هل صنع الصمت منا فقها ؟ وأضحي لهذا الفقه والفكر السيادة والسؤدد علي حياتنا وعقولنا. العجيب أننا نتساءل كثيرا في براءة لماذا يعادينا العالم المتحضر ولماذا يقف منا هذا الموقف الذي يتسم بضراوة الخصومة والمقاومة رغم أن الإجابة بين أيدينا شاخصة وأمام أعيننا مرئية وفي اذننا مسموعة وفي أفئدتنا راسخة. كيف نتواصل مع ركب الحضارة ونلحق بقطار الحداثة وبين أظهرنا من يأمرنا بتحطيم الآثار وطمسها، ومن الذي يأمر؟ إنه نجم من نجوم المجتمع الشعبي (وربما النخبوي أيضا). لقد صنع الصمت من هؤلاء الناس فقها هائلا رسخ في وجدان العامة وليس هذا فحسب بل إنني أستطيع أن أقول إن الحالة العامة للذهنية المصرية أصبحت تتقبل ما يقوله هؤلاء المشايخ دون مقاومة أو تمحيص وتلك-لعمري- لكارثة. قد لا يعرف الكثيرون أن فضيلة الشيخ محمد حسان كان له رأي مشهور في الأزمة الاقتصادية العالمية تتلخص في أن هذه الأزمة هي عقاب إلهي للغرب بسبب ربوية إقتصاده وللأسف صدق الكثيرون هذا التفسير ولكنه حتي الآن لم يوضح لنا سر قوة هذا الاقتصاد في مواجهة الأزمات المتلاحقه عليه والتي قد تكون إما مصنوعة وملفقة كشكل من أشكال الإلهاء العالمي أو تكون بسبب أخطاء وسوء تصرف بشري محض وفي كلتا الحالتين تكون شبهة محمد حسان باطلة. لا يعرف الشيخ محمد حسان أنه بهذه الفتاوي إنما يرسخ للفكر والفقه القائم علي رضاء العامة والدهماء وما أسهل رضاهم ولكن من الصعب للغاية بعد ذلك بعد أن تتشكل عقولهم وتتهيأ لتقبل مثل هذه الفتاوي أن تنسلخ هذه العقول مرة أخري من هذه الحالة لكي تصبح عقولاً مستنيرة تتعامل مع الحياة ومع الواقع وتلتفت الي المسببات الحقيقية للأزمات وهذا يعد شكلا من أشكال المنهج العلمي الذي بفتاوي وبنهج محمد حسان وأترابه يبعدون المجتمع عن التعامل به فكرا وفقها فبئس ما يفعلون . لم تمر سوي ساعات حتي أوقف محمد حسان بالفعل.