رغم أن التجربة التي يجريها الحزب الوطني في اختيار مرشحيه للانتخابات المقبلة غير مسبوقة من حيث الإطار الحزبي، وتمثل إطارًا ديمقراطيا في كيفية الاختيار، إلا أنها في نفس الوقت تحملت - بحسب وصف بعض أعضاء الحزب - عددًا من الملاحظات، والانتقادات، التي كشفت عنها التجربة نفسها وتذمر بعض المتقدمين للمجمعات بسبب طول الوقت. فهل كانت آليات الاختيار الثلاثة سواء المجمعات الانتخابية أو الانتخابات الداخلية أو استطلاعات الرأي غير كافية للتأكيد علي دقة الاختيارات! بعض مرشحي الحزب، رأوا أن أكثر ما اعترضوا عليه في التجربة، هي صعوبة تظلم أي متقدم للترشيح بتظلم في حال ما إذا لم يختره الحزب كمرشح له، لأن الوقت ساعتها سيكون قد فات، إذ من المتوقع أن يتم إعلان الأسماء لمرشحي الحزب في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيح.. وأن اختيار 4 مرشحين خلال الانتخابات الداخلية بدلاً من مرشح واحد يسمح بعمليات تربيط بين المرشحين بتبادل أصوات مؤيدهم، فضلا عن أن طول الوقت جعل المتنافسين داخل الحزب يكشفون نقاط ضعفهم أمام المنافسين الآخرين الذين كان يفترض أن يتفرغوا لهم بدلاً من مبارزة بعضهم بالشائعات طمعا في ترشيح الحزب لهم. وقال ماجد الشربيني أمين العضوية بالحزب أن تجربة حزبه في اختيار المرشحين ستعكس مدي ثقافة الالتزام لدي الأعضاء بديمقراطية الاختيار، مشيرًا إلي أن قناعات الأعضاء بمثل هذه الأمور لم تصل إلي نسبة 100%، ولكن ما يجري في هذه التجربة محاولة لترسيخ مفهوم ديمقراطية الاختيار، خاصة أن هناك من يري في نفسه أنه لا يصلح.. وأضاف الشربيني أن المسارات الثلاثة التي حددها الوطني في اختيارات المرشحين قد لا تفرز الأمثل ولكنها دون شك ستفرز إلي درجة كبيرة العناصر الأنسب. وأوضح أن حزبه لم يلجأ لديمقراطية الاختيار من الآن، وإنما تجلي هذا في وضع برنامج الحزب الذي اشتركت فيه جميع أمانات الحزب بالمحافظات. ولفت أمين العضوية إلي أن المسارات التي حددها الحزب غير نهائية، وإنما هي استرشادية توضع أمام هيئة مكتب الحزب للنظر فيها، مشيرًا إلي أن اختيار أكثر من مرشح في الانتخابات الداخلية يأتي في سياق وضع البدائل والحلول. وعن دعاية المرشحين وتأخرها قال الشربيني أن المسارات المحددة جعلت المتقدم للترشيح متواجدًا باستمرار بين أبناء دائرته، وبالتالي ليس معزولاً عنهم، وكأنه بدأ دعايته بالفعل. وشدد الشربيني علي عدم وجود دعاية منفردة في الأمور والتوجهات السياسية باستثناء بعض الأشياء الخاصة بدائرة كل مرشح، مستبعدًا حدوث انفجار بالحزب نتيجة عدم الاختيار. أما محمد هيبة أمين الشباب بالحزب فقال إن نسبة الخطأ في اختيار المرشحين ستكون ضعيفة جدًا ولا تتجاوز 5% لأنها مرت بمراحل كثيرة، فضلاً عن أن الحزب لا يوجد به من هو علي «رأسه ريشة». وأشار نشأت العريس أمين وطني سوهاج إلي أن هذه التجربة تسمح للمرشح بعمل دعايته بين أعضاء الحزب وهم يمثلون شريحة كبيرة فمثلا في سوهاج هناك ما يتجاوز 140 ألف عضو وهم عينة لا يستهان بها لذا فهو يتنافس داخليا. وأوضح أن فكرة تظلم المرشح من عدم اختياره أوضحها أمين التنظيم أحمد عز للمرشحين في لقائه معهم بقوله أنه ليس معقولاً أن يختار الحزب كل هذا العدد ولكن يمكن لأي مرشح أن يأتي إلي الأمانة العامة وسيعرض عليه جميع الأوراق الخاصة بالمسارات ال«3».