تلك التصريحات التي تنقلها قناة الجزيرة (منفردة) لقائد القاعدة في جبال أفغانستان وباكستان، لها تأثير السحر في المدن الأوروبية والأمريكية، حيث فور بث تصريح من «بن لادن» أو «الظواهري» وإلي أن تقوم أجهزة الأمن في تلك الدول باتخاذ أشد التدابير احتياطياً أمام هجوم إرهابي متوقع. لم تعد تلك التصريحات تؤخذ مأخذ (الهزل) بل تتخذ جميع الاحتياطات، والمتابع لحركة الحياة في العواصم الأوروبية وفي المطارات الدولية سوف يشهد إنشاء قوات أمن، بل من القوات المسلحة في تلك الدول والمدربة علي مكافحة الإرهاب والكشف عن (المتفجرات)، وأدوات القتل الجماعي بكل الوسائل المادية والمعنوية فمن أجهزة كشف إلكترونية، وأجهزة قياس إشعاعية، وكلاب بوليسية مدربة علي كشف أية وسائط أو وسائل دمار، كل ذلك ينتشر الآن وقد بثته بعض أجهزة الإعلام في نشرات الأخبار. إلا أنني وأثناء عودتي من رحلة طويلة في أوروبا وأمريكا قد لاحظت انتشار قوات مسلحة في مداخل المناطق التجارية وكذلك في مداخل المطارات في عواصم المدن وانتشرت الكلاب البوليسية بين المسافرين والقادمين لتلك الدول في محطات الأتوبيس والقطارات وأيضاً في المطارات. ولعل السؤال الذي يراودني «ماذا لو لم تقم قناة الجزيرة ببث مثل هذه التصريحات بل بث هذه التهديدات للسلام في العالم؟». لقد أصبحت قناة الجزيرة هي منبر للقاعدة وأصبحت هي وسيط الإعلام الوحيد المختص بأجهزة القاعدة ورئاستها المجهول مكانها أو تواجدها، إلا أن مقر الجزيرة في «الدوحة» هو المكان المعلوم الوحيد كجهاز إعلام هذا التنظيم المهدَِّدْ للسلام في كل دول العالم، دون تفرقة بين مواطن أوروبي أو أمريكي أو حتي مسلم أو مسيحي فالكل ينتشر في العالم، والكل مهَّدد بمثل هذه التهديدات التي وإن صدقت فإن المصيبة أكبر سواء مباشرة بالقتل أو الإصابة أو التدمير للمنشآت أو غير مباشر، حيث العالم كله يتخذ من القاعدة وكذلك ما تمثله إعلامياً علي أنهم إسلاميون يعتبرون أعداء للبشرية ولعل من يحسب ما عاناه المسلمون في العالم بعد حادث 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، سوف يجد أن من جني المصيبة هم مسلمو الأرض جميعاً، وليس الخارجون عن قانون السماء والأرض. إن قناة الجزيرة تقوم بدور مشبوه في إدارة أزمة الإرهاب العالمي فبعد أن كانت تمثل جهاز الإنذار المبكر للعدوان، إلا أنني اعتبرها هي وزارة إعلام «بن لادن» وزملاؤه وهي التي يجب إعادة النظر في قواعد ولوائح إدارتها للأزمة الإرهابية في العالم!