من ظن أن المزادات ليس بها مجال للألعاب فدار مزادات سوثبي عبر معرضها المنتظر ستغير فكرته كليا. في السابع عشر من ديسمبر القادم بنيويورك تعرض سوثبي مجموعة من لعب الأطفال التي تعود إلي أوائل القرن العشرين من مقتنيات أسطورة الإعلام الاقتصادي الأمريكي مالكولم فوربس وولده ملاك دار فوربس للصحافة. ويعد فوربس من أشهر منتقي التحف خاصة لعب الأطفال التي جمعها علي مدار أربعين عاما والمعروضة حاليا في معارض فوربس التي يحتفل بالذكري ال25 لإنشائها وذلك قبل نقلها إلي دار المزادات. المقتنيات الفريدة ليست مجرد أشياء قديمة انما تعد تحفًا فنية استطاعت رصد نمط الحياة الأمريكية وما كان يميزها في تلك الحقبة مثل رعاة البقر والأساطيل الحربية وملابس الجنود والأسلحة المستخدمة آنذاك وربما هذا ما جعل فوربس يحافظ علي تلك الألعاب فهي كما وصفها فجرت فيه الحنين والدفء ومشاعر الطفولة البريئة عندما كان يلهو بتلك اللعب في يوم من الأيام، وكم من معارك خاضها مع الجنود الصغار والمغامرات التي خاضها علي متن السفن الشراعية. ليس هذا فحسب بل انها تعيد إلي الأذهان ذكري رواد صناعة لعب الأطفال أمثال كيرلين وريتشارد كورني وغيرهم الذين استطاعوا بأدوات بسيطة ومهارات يدوية عالية اقتحام عالم الأطفال ليصبح ما صنعوه تحفة في أيامنا هذه. ومن المتوقع ان تعرض مجموعة الدراجات النارية التي صنعها فوربس بنفسه من الحديد لشغفه بالدراجات. كما سيضم المزاد مخطوطات لقصائد شعرية من القرن التاسع عشر عبرت عن فرحة ومتعة اللعب في فترة الطفولة كقصيدة الشاعر روبرت لويس " أرض اللحاف" حيث صور بكلماته رغبة طفل مريض في اللعب فحول غرفة نومه إلي عالم مليء بالألعاب، إلي جانب لوحات زيتية للفنان تشارلز سبنسنييه صور أحلام طفل يتقدم الجنود في إحدي المعارك وتقدر تلك اللوحة بنحو 30 ألف دولار، وأخري لجورج براون " البحار الصغير" وقد يصل سعرها إلي 60 ألف دولار. وتضم المجموعة أيضا نسخًا أولية من لعبة المونوبولي الشهيرة التي تشبه بنك الحظ علي يد مبتكرها تشارلز دارو، ويرجع أصل هذه اللعبة عندما فكر دارو في شيء يجني من ورائه المال ليعول اسرته وذلك في عام 1933. وتقدر لوحة المونوبولي الأصلية التي صنعها دارو بنفسه بنحو 80 ألف دولار. وحسب تقديرات المسئولين في سوثبي فمن المتوقع أن تصل قيمة المجموعة إلي 5 ملايين دولار. ورغم اعترافهم بقلة عدد المهتمين باقتناء الألعاب القديمة إلا أن ديفيد ريدين نائب مدير سوثبي يعول نجاح المزاد علي اسم فوربس ليجذب جامعي المقتنيات والهواة.