في مفاجأة من العيار الثقيل قد تساعد علي زيادة الضغط علي الاتحاد المصري لكرة القدم كشف إبراهيم العقباوي رئيس مجلس إدارة صوت القاهرة للإعلان عن عرض شركته لشراء حقوق الاتحاد المصري لكرة القدم الخاصة بحقوق الرعاية والبث التليفزيوني للمباريات التي يملكها الاتحاد. إبراهيم العقباوي تقدم بعرض مالي من صوت القاهرة للإعلان محدد بدفع 155 مليون جنيه ثمناً لحزمة الحقوق المعلنة بما «يتعارض مع أي التزامات للاتحاد المصري تجاه الفيفا أو الكاف. الخطاب الذي وصل للاتحاد المصري لكرة القدم نصه: «السيد الأستاذ صلاح حسني المدير التنفيذي للاتحاد المصري لكرة القدم.. بالإشارة إلي المزايدة رقم (1) لسنة 2010 الخاصة بالاتحاد المصري لكرة القدم والتي تم الإعلان عنها بجريدة الأهرام في 24 / 8 / 2010 بنظام الأظرف المغلقة والتي وجدنا بها العديد من الميزات التي يمكن بها زيادة مبيعات وتسويق حقوق الرعاية والبث التليفزيوني للمباريات التي يملكها الاتحاد المصري وبناء علي البنود والشروط الواردة بكراسة الشروط تقدمت وكالة صوت القاهرة بالمظروف الفني والمالي طبقاً للمواعيد والتواريخ المحددة. ولكن فوجئنا بتأجيل فتح المظروف المالي. تم إلغاء المزايدة وإخطارنا بأن هناك مزايدة جديدة ستطرح بشروط جديدة.. وحرصاً منا علي المصلحة العامة وعدم إهدار أي إيرادات لصالح الاتحاد المصري فإننا نود أن نخطر سيادتكم بأن القيمة المالية التي قدمناها داخل المظروف المالي والموجود حالياً بالاتحاد المصري مبلغ 155 مليون جنيه (مائة وخمسة وخمسون مليون جنيه مصري)، لمدة الرعاية وحقوق البث المذكورة بكراسة الشروط مع التأكيد علي الاحترام والالتزام التام بجميع الشروط واللوائح الواردة من الاتحاد الدولي والأفريقي. وحيث إنه نشر في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة أن بعض الشركات تقدمت بعروض رسمية جديدة للاتحاد.. فإنه يسعدنا أن نؤكد علي استمرار العرض المقدم منا بقيمة 155 مليون جنيه مع الاستعداد التام للتفاوض أو المزايدة علي الرقم المذكور. أخيراً نرجو من سيادتكم التفضل بالتوجيه حرصاً علي عدم اهدار أي إيرادات لصالح الاتحاد المصري لكرة القدم. وتفضلوا بقبول وافر التحية والاحترام». يذكر أن هذا هو العرض الثاني الذي تلقاه الاتحاد المصري لكرة القدم بعد أن كان الرئيس التنفيذي لمديا لاين علاء الكحكي قد تقدم بعرض رسمي إلي الاتحاد المصري لكرة القدم بشراء الحقوق المعروضة بمبلغ 162 مليون جنيه.. العرضان أحرجا الاتحاد المصري لكرة القدم وخاصة التيار الداعي لإلغاء المزايدة ذات الأظرف المغلقة من داخل مجلس إدارة الاتحاد.. والذي بدأ يشعر بالحرج في ظل ظهور حقائق مؤكدة منها أن إيرادات التعاقد للاتحاد خلال الأربع أعوام الماضية ظلت في حدود 51 مليون جنيه و239 ألفاً حيث بلغ عقد الرعاية للأهرام وحدة مبلغ 35 مليون جنيه فقط بخلاف العائد من تسويق المنتخب. ومن اللافت أن الضغوط التي يمارسها عدد من أعضاء الاتحاد المصري لكرة القدم ضد جمع كل الحقوق في حقيبة واحدة وبيعها كوحدة واحدة هولاء يسعون إلي تفكيك الحقوق الأمر الذي يضع عدداً كبيراً منهم في دائرة الشبهة خاصة أن معظم الحقوق في حالة البيع قطاعي سيتم بيعها «قطاعي واجتهادي» وثمنها طبقاً للظروف حيث تم بيع مباراة مصر والجزائر مثلاً في تصفيات المونديال ب3 ملايين جنيه بينما تم بيع مباراة مصر وسيراليون ب35 ألف جنيه ولكن لو تم وضع الحقوق في سلة واحدة بالطبع سوف يكون العائد مضاعفاً مرتين علي الأقل لأن أجندة الحقوق في هذه الحالة معلنة ويمكن تسويقها مبكراً في ظروف أفضل. يذكر أن محمود طاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس لجنة التسويق والمكلف من مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم بعمل كراسة الشروط كانت وجهة نظره محصورة في ضرورة الإعلان عن الحقوق كحزمة واحدة محددة ومعروفة الأمر الذي يجعل منها سلعة مطلوبة وقد انعكس ذلك علي العروض المقدمة والتي ضاعفت ثمن الحقوق أكثر من ثلاثة مرات ورفعتها من 51 مليون إلي 165 مليون طبقاً لعرض الكحكي إلي 155مليون طبقاً لعرض العقباوي . كان حسن حمدي رئيس الأهلي قد مارس ضغوطاً متنوعة علي اتحاد الكرة وغيره لتجزئة الحقوق واتفقت معه بعض الأطراف من داخل الاتحاد لأن التجزئة ترضي الأهرام التي تستحوذ علي الحقوق عدا مباريات المنتخب بينما الجهات الأخري يهمها «بيزنس» المباريات.. ومن المؤكد أن رئيس الأهلي يحاول بكل الطرق تخزين حقوق اتحاد الكرة للفوز بها لصالح الأهرام ورفضه للعروض المغلقة لأن هذا الأمر تحديداً يجعل من أرقام العروض مفاجأة وهو ما يرفضه حمدي حيث جرت الأمور منذ بداية بيع الحقوق علي انفراد وكالة الأهرام وحدها بالفوز بالحقوق علي مدار سنوات عديدة لانها كانت الوحيدة علي ساحة الإعلان القادرة علي شراء تلك الحقوق في ظل عدم وجود كيانات إعلانية أخري.. الحدوتة الآن لم تعد اشتباكاً بين حسن حمدي ومجموعة من الأصدقاء داخل اتحاد الكرة يسعون للوقوف بجواره ومساندته في عمله بوكالة الأهرام ومعهم في نفس الخندق عدد من المدافعين عن لقمة العيش بأي شكل من جهة ومحمود طاهر عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة التسويق بالاتحاد المصري. من جهة أخري لأن الأخير بضربة واحدة هادئة كشف لمصر الرسمية والسياسية حجم اللعبة المالية أو التورتة التي يتم توزيعها كاشفاً لنا من وراء غلق الباب في وجه وكالات الإعلان لافساح المجال أمام الأهرام وحده للتفاوض معه. عرض ميديا لاين وبعده عرض صوت القاهرة للإعلان الأول ب162 مليون جنيه والثاني بمبلغ 155 مليون جنيه يعني مضاعفة العائد من الحقوق ثلاث مرات علي الأقل. وهذا بدون شك أربك المنظومة الرياضية والكروية. وأحرج حسن حمدي المشرف علي إعلانات الأهرام شخصياً بعد أن وضعه أمام تحديات واضحة وأمامه حلان، إما التفاعل مع العروض الجديدة والمزايدة معها بنفس الفهم أو الإدراك وإلا -علي الأقل- سيكون هو المسئول الأول عما حدث بشأن إلغاء المزايدة حول تلك الحقوق. وضياع أكثر من 100 مليون جنيه علي الأتحاد . يذكر أن هناك توجهاً لبيع الحقوق كحزمة واحدة خاصة بعد دراسة العائد المالي فيما لو تم بيعها في هذا الشكل أو غيره.. وبعد أن زادت الضغوط واتضح أمام العديد من الجهات أن هناك من لا يرغب لاتحاد الكرة العمل بشفافية خاصة أن عدداً من أعضاء الاتحاد المصري لكرة القدم بدأ يعيد حساباته بعد كشف التلامس بين المصالح الخاصة ومصالح الكرة المصرية.