يوم كيبور أو عيد الغفران، هو اليوم العاشر من شهر «تشريه» الشهر الأول في التقويم اليهودي، وهو يوم مقدس مخصص للصلاة والصيام فقط، كما هو مذكور في التوراة أو العهد القديم في سفر اللاويين (16 :29 - 34). وكلمة «كيبور» مشتقة من جذر سامي قديم في اللغة الآكدية بمعني «غسل»، ويستخدم في اللغة العبرية بمعني «التكفير» أو «غسل الخطايا» وفي اللغة العربية بمعني الغفران وطلب الرحمة. وحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسي النبي من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوح الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي. أما في السادس من أكتوبر عام 1973، الموافق عام 5733 حسب التقويم اليهودي فقد أصبح هذا اليوم يعرف ب«حرب يوم الغفران» في إشارة إلي العبور العظيم للقوات المسلحة المصرية قبل 37 عاماً من اليوم. «يوم كيبور» 1973 أصبح أيضاً عنواناً لأهم المواقع علي شبكة الإنترنت، الحافلة بآراء كبار المؤرخين والكتاب العسكريين الإسرائيليين والمصريين وغيرهم، وبالأفلام الوثائقية والصور والأغاني والمذكرات والجرائد القديمة، فضلاً عن الروابط الإلكترونية ذات الصلة علي شبكة الإنترنت. أهمية هذا الموقع، في تصوري، أنه يركز علي هدف محدد ومهم، نجح حتي الآن في تحقيقه، وهو أن هذه الحرب المجيدة لم تكن (اعتداءً) كما يذكر معظم المواقع الإلكترونية الغربية والإسرائيلية، وإنما كانت (معركة الكرامة) لاستعادة الأرض المصرية والسورية التي احتلتها إسرائيل في يونيو عام 1967 . يقول اللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات خلال حرب أكتوبر عام 1973 في مذكراته: «في الساعة الثانية بعد ظهر ذلك اليوم السادس من أكتوبر عبرت الطائرات المصرية خط جبهة قناة السويس متجهة إلي عدة أهداف إسرائيلية محددة في سيناء. وأحدث عبور قواتنا الجوية خط القناة بهذا الحشد الكبير، وهي تطير علي ارتفاع منخفض جداً، أثره الكبير علي قواتنا البرية بالجبهة وعلي قوات العدو.. لقد حققت قواتنا الجوية بقيادة اللواء طيار محمد حسني مبارك -رئيس الجمهورية الحالي - نجاحاً كبيراً في توجيه هذه الضربة، وما حققته فيها من نتائج بأقل الخسائر التي وصلت في الطائرات إلي خمس طائرات فقط، وهي نسبة من الخسائر أقل جداً مما توقعه الكثيرون.. أما دافيد اليعازار رئيس الأركان الإسرائيلي خلال حرب 1973، فقد كتب في مذكراته عن العبور المصري للقناة: «في هذا الوقت جن جنوننا، فأصدرنا أوامرنا بأن يكثف سلاحنا الجوي هجومه في محاولة لمنع المصريين من عمل الممرات خلال السواتر، وتعطيل إسقاط المعديات والكباري، ولكن وسائل الدفاع الجوي المصري المجهزة بصواريخ سام 6 أسقطت لنا خلال أربع دقائق خمس طائرات منها اثنتان من طراز فانتوم وثلاث سكاي هوك.. إن الحقائق بدأت تتضح أمامنا شيئاً فشيئاً فالإشارات تؤكد أن أكثر من ثلاثين ألفاً من الجنود المصريين أصبحوا يقاتلون في الضفة الشرقية، ومازالت المعدات الثقيلة تعبر الكباري إلي الضفة الشرقية، إن التلاحم بين جنودنا والمصريين معناه أن يفقد سلاحنا الجوي فعاليته، وأصبح مجموع ما سقط لنا من طائرات حتي الساعة العاشرة وعشر دقائق مساء يوم 6 أكتوبر هو 25 طائرة. أصبح القتال يسير ضارياً شرساً.. والدلائل كلها تشير إلي أننا نواجه خطة دقيقة ومحكمة لا نعرف مداها أو أبعادها، بعد أن أصبحنا أمام واقعين جديدين تماماً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أديا إلي سقوط كل حساباتنا العسكرية والمقاييس التي بنينا عليها خططنا. وكان الواقع الأول أنه لم يعد هناك حاجز مائي يمنع تدفق المصريين إلي مواقع قواتنا في الضفة الشرقية للقناة. والواقع الثاني أن حصون خط بارليف المنيعة لم تعد لها فاعلية، ولم تعد هذا الخط الدفاعي المأمون بعد أن سقط معظمها.. لقد بدأت بالفعل مواجهة حقيقية بين القوات المصرية وقوات الجيش الإسرائيلي.. لقد كان ما يحدث بالفعل كارثة حقيقية». تحية عطرة مملوءة بالاعتزاز والفخر لقواتنا المسلحة الباسلة ولقائد الضربة الجوية رئيسنا المحبوب محمد حسني مبارك.