ربما يعتقد القارئ عندما اتكلم عن الأبعاد السالبة أن الحديث هو عن الفساد في إحدي الدول المتأخرة ولن أقول النامية فليس هناك علاقة حقيقية بين النمو والتأخر ولكن ليس هذا هو الغرض مما أقوله اليوم. الحقيقة لا أقصد أبداً أن أتدخل في الشئون الداخلية والمشاكل مثل مشكلة «مدينتي» التي أثيرت مؤخراً واستوجبت تدخل الرئيس علي الرغم من أني أساساً مهندس مدني ولي باع كبير ومعروف في إدارة الأعمال الإنشائية ولكني ليست لي أي خبرة في ما هو مثل «مدينتي» ولا مدينة غيري والبعد عن مثل هذه المدن غنيمة. الحقيقة أنني أقصد بعد مثل الطول والعرض والارتفاع والحديث مازال عن أعمالي في الطبيعة النظرية و توحيد القوي الأساسية وبالذات الأعمال الأخيرة التي قادت إلي الدعوة لتكريمي في الصين. نعم هناك أبعاد سالبة ونعم من العبقرية أن ندخل مثل هذه الأبعاد السالبة إلي حسابات في أعماق المفاهيم الأساسية في الطبيعة النظرية وبالذات ميكانيكا الكم. سوف أحاول أن أشرح الموضوع بأقصي تبسيط ولن يرعبني النكت التي بعضها فعلا لطيف ومضحك وأغلبها سخيف وسفيه ويدل علي الحقد أكثر من حاسة الفكاهة التي أطلقتها بعض الدوائر الفارغة عندما تكلمت عن الأبعاد السالبة للمنظومات الفارغة وهو ما يعرف في الرياضيات البحتة باسم «إمتي ست» أو «EmptySpt» بالإنجليزية. المنظومة الفارغة لها بعد سالب مقداره ناقص واحد في النظرية الكلاسيكية التي أرجعها إلي الأعمال العبقرية لكل من الشاب الروسي اليهودي فقير علم الرياضيات البحتة يوري أوريزون الذي مات غرقا من الباسك في إسبانيا في العشرينات من القرن الماضي وكذلك أرجعها للعالم النمساوي اليهودي كارل منجه الذي هاجر إلي أمريكا تعرف هناك علي ألبرت أينشتين وأهدي له عملاً في الأشكال الهندسية كان فوق مستوي أينشتين في الرياضيات ولذلك لم يفهم أينشتين هذا العمل ورفضه وطبعا نعرف كلنا الآن أن أينشتين ارتكب بذلك خطأ كبيرا حيث إن كارل منجه لم يؤسس فقط نظرية الأبعاد السالبة مع أوريزون وكأنه ساهم في إنشاء نظرية الهندسة الفركتالية التي يستخدمها العالم كله الآن. .. ونكمل غداً