في مؤشر قوي علي قرب الائتلاف الوطني العراقي من الانهيار، هدد المجلس الأعلي الإسلامي بزعامة عمار الحكيم بالانسحاب من الائتلاف والتوجه للقائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي والتحالف الكردستاني لتشكيل تحالف جديد احتجاجا علي الضغوط الإيرانية التي تدفع باتجاه ترشيح نوري المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة. وأكد مصدر عراقي أن «الضغوط الإيرانية علي مقتدي الصدر قد بلغت أعلي درجاتها، الأمر الذي جعل المجلس الأعلي الإسلامي بزعامة عمار الحكيم يهدد بالانسحاب من الائتلاف الوطني والتوجه للقائمة العراقية لتشكيل تحالف جديد». وبحسب المصادر فإن اجتماعا جري بين قياديين في المجلس الأعلي والقائمة العراقية للتباحث في هذا الأمر، في نفس الوقت الذي أجري فيه الصدر اتصالات هاتفية مع زعيم القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. فيما قال مصدر من داخل التحالف الوطني، رفض الكشف عن هويته: إن الائتلاف الوطن وائتلاف دولة القانون قررا تمديد آلية التوافق سعيا منهما إلي الوصول إلي اتفاق بعد انتهاء مهلة حددت بخمسة أيام لاختيار مرشح التحالف لرئاسة الحكومة. وأضاف المصدر: «إن دولة القانون كانت معولة علي نتائج زيارة وفدها إلي إيران، الذي سعي إلي اتباع مقتدي الصدر زعيم التيار الصدري بترشيح المالكي لولاية ثانية وإنهاء أزمة اختيار المرشحين عبر آلية التوافق». في غضون ذلك، أعلن التيار الصدري دعما مشروطا لتولي المالكي رئاسة الحكومة وذلك في تحول جديد في موقف التيار وقال قصي عبدالوهاب القيادي بالتيار: إن الكثير من الأحزاب ليس لديها اعتراض علي ترشيح المالكي ولكن التيار يريد موافقة من جميع الأحزاب. وبدوره أوضح ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والائتلاف الوطني العراقي، أنهما يعتزمان الاندماج في البرلمان لتشكيل كتلة شيعية سيكون لديها عدد يقل أربعة مقاعد فقط عن العدد اللازم لأغلبية تمكنهما من تولي الحكم وهو 163 مقعدًا. إلي ذلك اتهم طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي إيران صراحة بتدريب وتمويل وتغذية أجنحة في تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتزعمه أسامة ابن لادن بشن هجمات إرهابية. وقال الهاشمي إن تقارير عراقية وأمريكية فضلا عن معلومات من محافظات عراقية أشارت إلي قيام طهران بتدريب وتغذية أجنحة في تنظيم القاعدة داخل الأراضي الإيرانية داعيا الإيرانيين إلي أن يضطلعوا بدور إيجابي في بلاده. علي صعيد آخر، حث وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الولاياتالمتحدةالأمريكية علي القيام بدور أكثر فاعلية لإنهاء الجمود الحالي في جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وقال زيباري في تصريحات له: «الجهد السياسي الأمريكي في العراق أصبح محدودا جدا بعد انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق في نهاية الشهر الماضي». وأوضح أن الولاياتالمتحدة لم تنخرط في دور فعال بالعملية السياسية في العراق لأنها تعتقد أنها عملية عراقية يجب أن ينجزوها بأنفسهم، لذلك لم تتدخل في أية تفاصيل تتعلق بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.