بدأ المنتج محمد السبكي تصوير فيلم «بون سواريه» بطولة غادة عبدالرازق ومي كساب في أحد ملاهي شارع الهرم ويتولي إخراج الفيلم «أحمد عواض» وكتب قصته السيناريست «محمود أبوزيد» وفي الحقيقة فإن الفيلم مفاجأة يتم صناعتها في إطار من السرية والكتمان لأنه ببساطة محاولة لاستنساخ فيلم «العار» وإعادة فكرته علي طريقة تغيير الجلد وقلب الشراب، وبدلا من تقديم شخصيات مركبة لثلاثة رجال يعتمد السيناريست في فيلمه الجديد علي ثلاث نساء، حيث تجسد غادة عبدالرازق الشخصية الرئيسة الموازية لنور الشريف في فيلم «العار» مع تغيير خيوط الصراع لتدور حول «كباريه» هو كل تركة الأب بدلا من وضع الثروة كلها في صفقة مخدرات وهو الأمر الذي ترفضه الشقيقتان ويترتب عليه التغيير في مسار الأحداث وما ينتج عن ذلك من ردود أفعال، حيث ترفض مي كساب التي تجسد دور فتاة محجبة أن تكون تركة والدها عبارة عن كازينو يضم بين جدرانه كل الموبقات من دعارة وقمار إلا أن الثلاث يقعن في اختبار صعب ويخضعن للأمر الواقع ويتقبلن استثمار المال الحرام بغض النظر عن مصدره، ويبرز الفيلم التناقض بين ادعاء التدين والالتزام به، وهي الفكرة الأساسية التي قام عليها فيلم «العار»، وهو نوع من الحرث في البحر، لأن تكرار تجربة بهذا الحجم لن تدفع دائرة الإبداع إلي الإمام، بل هي مجرد تحصيل حاصل، وفقر في الأفكار، وإهدار لجهود الممثلين الذين قدموا العمل الأصلي بدءا من الفنان الراحل عبدالبديع العربي وإلهام شاهين ونور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبدالعزيز، فالكل حاول أن يبذل قصاري جهده لرسم شخصيات لم يكن لها صورة إلا في الخيال، ووضعوا ثوابت مازالت عالقة في ذهن الجمهور لم يستطع أن يتخلص منها مصطفي شعبان عندما تم تحويل الفيلم إلي مسلسل بدءا من حركة الرقبة حتي الخاتم الضخم البارز في الإصبع، فكيف يتم نقل هذه الكاركترات في ثياب نسائية من أجل الجري وراء شباك الإيرادات وما الذي ستستفيده السينما من «تدوير» أفلامها القديمة بدون البحث عن القيمة؟ إنها تجربة محكوم عليها بالفشل لأن فيلم «العار» قد حصد مع عرضه كل حظوظ النجاح ومن لم يشاهده علي الشاشة البيضاء تابعه علي الفيديو بالإضافة إلي إعادة عرضه علي الفضائيات، لدرجة أن الجمهور أصبح يحفظ جمل وعبارات الحوار ولن تنطلي عليه هذه الخدعة حتي ولو تم التمويه وتغيير الملامح والأشكال، لأن المقارنة ستكون قائمة ولو نفي أبطال الفيلم وجود شبهة التكرار، وستكون المحصلة النهائية عبارة عن عمل مستهلك بعيد عن الإبداع لا يختلف كثيرا عن «أفلام السبكية» التي لا تخرج عن هذا الإطار مثل «كباريه» وغير ذلك من الأفلام. فيلم السبكي الجديد ما هو إلا مؤشر دال علي بداية موجة جديدة في الفن المصري أعتقد أنها بداية الانهيار، وهي إعادة أعمالنا السينمائية القديمة علي هيئة أفلام مختلفة ومسلسلات علي يد مصطفي محرم في «الباطنية»، ومحمود أبوزيد في «العار» وكأن السينما المصرية قد شاخت، ولم تعد قادرة علي تطوير نفسها بعد مائة عام من الإبداع. فيلم «بون سواريه» ليس مفاجأة، وإنما نوع من التردي والإهدار، حيث يتم تفصيله علي مقاس النجمات، بنفس مواصفات خلطته السحرية التي قدمها النجوم الرجال. تسبب فيلم «بون سواريه» في بوادر أزمة بين إلهام شاهين والكاتب محمود أبوزيد لأنها اشترت القصة منذ خمس سنوات بعنوان «رزق البنات» وكان المفروض أن تلعب هي دور البطولة مع يسرا وهالة صدقي إلا أن نجاح غادة عبدالرازق جعلها تقطف أي عمل واعد، كما أنها طلبت 11 مليونا كأجر في الدراما خلال الموسم المقبل.