أصبحت أنظمة الإضاءة "الذكية" و"الموفرة" هي أحد أبرز مطالبنا في البيوت وفي اماكن الانتاج والعمل.. فتحديات الطاقة اليوم وارتفاع التكلفة هي أحد ابرز التحديات التي تواجه البشرية..ولكن هل التوفير في الطاقة فقط هو افضل ما يمكن أن نتناغم به مع أزمة الطاقة..؟ الحقيقة أن ثمة مشاركة في مشروع طاقوي كبير تحت مسمي (اوليدي) بين مجموعة من الطلاب البلجيك بجامعة "جينت" والمؤسسات البحثية بالاتحاد الاوروبي من أجل وضع مصدر للطاقة مغايير تماما لما نعهده نحن اليوم .فالإضاءة الحالية ليست فعالة تماما.. لذلك يهدف مشروع (اوليدي) أو (اوليدز) الي الارتكاز علي مصدر عضوي للطاقة ليكون اكثر كفاءة من المصابيح الفلورية (مصابيح النيون) أو المصابيح الموفرة. الخلايا العضوبة المضيئة تحظي الخلايا العضوية المضيئة باهتمام العديد من الباحثين والمطوريين الصناعيين حيث يمكن للاجهزة الكهربائية ان تنير بطاقة اقل من التي تستخدمها المصابيح الحالية .فالخلايا (غير) العضوية المضيئة تنتج نقاطا ضوئية ساطعة بعكس الخلايا العضوية التي تنير سطوحا مكونة من مواد كيمائية رخيصة وموفرة . إن أقدم تقنية إضاءة حالية هي المصباح الكهربائي ،إنه رخيص لكنه غير فعال وكما يعرف المختصون فالجزء الأكبر من الطاقة يتحول الي حرارة .. ومع أن اللمبة النيون (الفلورية) أفضل من المصباح الكهربائي إذ انها تعمل علي مبدأ تصريف الغاز الا أن عيبها ان الغاز محصور دائما بشكل أنبوبي (شكل لمبة النيون المعروفة) فقط.. لكن في المستقبل سيكون لدينا منتج آخر للاضاءة يدعي " اوليد" أو " أوليدز" اي الاضاءة عبر الخلايا العضوية المضيئة. مشروع اوليدز والآن في أوروبا يجري العمل علي قدم وساق في مشروع اوليد لإنتاج مصدر جديد ولطيف للضوء بخصائص مميزة والغريب ان التفكير في هذه التقنية بدأ بعد اكتشاف الانارة بالخلايا العضوية في خمسينيات القرن الماضي بعد العثور علي المواد التي تنتج الضوء عند مرور تيار الكهرباء من خلالها . لكن الأمر استغرق عشرات السنين لتحويلها الي تقنية عملية، فالتكنولوجيا الحالية لاتسمح الا بانتاج أحجام محدودة للغاية وبتكلفة باهظة الثمن. يقول الباحثون في المشروع ان استخدام "البلاستيك الشفاف" بدلا من "الزجاج " يمكن ان يجعل من اضاءة "الاوليدز" أكثر مرونة وبالتالي نحصل علي مصباح قابل للطي او المد وبذلك فإن نظام الخلايا العضوية المضيئة يحسن نوعية الحياة فهذه الخلايا مرنة واسعة المجال عالية الكفاءة.. وبالتالي فإنها المصدر المثالي للضوء للعديد من أغراض الانارة . سمات والنماذج الموجودة اليوم تبرهن علي عدد من السمات لهذه الانواع من الأجهزة فهي رقيقة فريدة سريعة الاستجابة بل وشفافة أيضا. وواحدة من أبرز سمات الخلايا العضوية المضيئة هي انه يمكن جعلها شفافة وهي ميزة غير متوفرة في أي مصدر إضاءة آخر مما يعني أنه يمكنك النظر من خلالها وهي ميزة مثيرة للاهتمام إذا طبقت عندنا في مصر: أولا: ستتغير طريقة المباني وسنري المنازل المصرية بدون "شيش" النافذة. ثانيا: ستتحول معظم جدران المنازل الي نوافذ ومرايا يندمج فيها نظام إنارة لطيف وناعم وبالتالي فإن التطور المتوقع لهذه التقنية سيجعل مصير المصابيح التي نستخدمها اليوم أشبه بمصير " اللمبة الجاز"..! ومع ذلك فإن الانتاج الضخم لهذه الخلايا لم يبدأ بعد حتي تعالج جميع العقبات الإنتاجية فإلي اليوم فإن اي ذرة غبار تدمر الخلايا وتحول دون انتاجها وأمر تصنيع الخلايا تصنيع الخلايا الكبيرة حتي الآن هو أمر مكلف ومعقد وبالتالي فإن الخلايا العضوية المضيئة بحاجة إلي تطور كبير لخفض تكلفتها وإطالة عمرها ويشمل التحدي في أنها تنقلك من مجال الفيزياء إلي الكيمياء فالهندسة، لكن ميزة هذا المشروع انه يوفر هذه المجالات في مكان واحد. خطوات تنفيذية حاليا تتم إدارة هذا المشروع من مدينة "آخن" بالمانيا كما انه يشمل 6 بلدان أوروبية لتنتهي مرحلته الاولي في عام 2011 وبذلك يصل العلماء عبر مشروع " اوليدز" بإضاءة في المتر المربع الواحد أفضل مرتيين من مصابيح النيون وتعيش فترة طويلة وبتكلفة أقل. وبذلك فإن الخلايا العضوية المضيئة جزء من التغير الثوري في تكنولوجيا الاضاءة مقارنة مع المصادر القديمة كالمصابيح التقليدية التي تعمل علي تفريغ الغاز، فالمستقبل سيكون (للخلايا العضوية المضيئة) لانارة المساحات الكبيرة والخلايا (غير) العضوية لانارة المساحات الصغيرة. يمكنك متابعة المزيد عبر هذا الرابط WWW.OLED100.EU