من المظاهر التي شاهدناها بل عشناها في تلك الإجازة الطويلة في إيطاليا في عدة مدن أهمها "روما، بيرودجه،كارتونا، فلورنسا" إن الحياة سهلة للغاية وأن مقاييس تقدم مدينة، أو محافظة عن أخري متقاربة للغاية! ولكن أهم ما لاحظته هو وجود سياحة (يابانية رهيبة)، أعداد ضخمة من الشباب ومن العواجيز (اليابانيين) الكل في حالة (شوبنج) حالة من التسوق الرهيب، جميع الأسواق تمتلئ بهذه الوجوه التي لا يخيب أحد عن معرفتها (اليابان) فهذا شارع (كوندوتي) أشهر شوارع التسوق في العالم ، وفي إيطاليا خاصة، كل الماركات العالمية الشهيرة في جميع المنتجات والاستخدامات الإنسانية، حقائب وملابس، وساعات،ومجوهرات، وأحذية، كل ما يحتاجه الإنسان موجود في هذا الشارع ولكن ليس لكل المتسوقين!! فهنا معروف أن الأسعار مخيفة فالماركات من (لويس فيتون) إلي (جوتشي) إلي (باربري) إلي (زينيا) إلي (فيراري) إلي ( بوس)إلي فندي إلي (تيستوني) - والأخير الذي يعشق منتجاته من الأحذية صديقي "محمد فريد خميس "، ولكن ليس بقدرتي أو قدرة "صديقي" إلا أن يقتني حذاء واحداً، فالسعر والجودة والتصميم يجعلان من المتسوق أن يقف طويلاً لكي يأخذ قرار الشراء. ولكن هؤلاء (اليابانيين) لا تفكير، الشراء من (نار)، الكل في حالة مرضية (shopping seek) وحينما سألنا علمنا بأن "اليابانيين" لم تتوقف شهواتهم الاقتصادية علي التسوق في (فيا-كوندوتي ) ولكن بشرائهم للمنازل القديمة فوق التلال والجبال وسط إيطاليا وتحويل تلك (البنايات) التي تشبه القصور القديمة في العصور الوسطي، إلي منتجعات وفنادق ومطاعم ومقاهٍ عصرية، وتعمل فرق من قوي العمل الإيطالي في هذه المشروعات، تحت إشراف إدارة يابانية خالصة. ولم يقتصر الاستثمار الياباني علي المشروعات السياحية فقط والعمرانية، بل امتد ليشمل شراء المزارع وتطويرها (رياً وزرعا) بجانب تربية المواشي، ولكنها تعمل جميعاً بطريقة اقتصادية وتكنولوجية متطورة، والغريب في الأمر أن الكونتينرات تنتظر بجانب مواقع العمل والإنتاج للنقل فوراً عبر طرق سهلة سريعة ووسائل نقل متقدمة، والمهم في الأمر أن الحكومة الإيطالية تقدم تسهيلات حقيقية لهذا النوع من الاستثمار الياباني ، فبالقطع يحقق نسب تشغيل عالية للشباب الإيطالي، وكذلك يحقق نسباً عالية في تحصيل الضرائب للخزانة العامة الإيطالية، (عقبال عندنا)!!