بعد النجاح الكبير الذي حققه العرض المسرحي «مولد سيدي المرعب» للمخرج محمد أبو داود في عرضه عامي 98 و99 قرر البيت الفني للمسرح إعادة العرض هذا العام لكن بمجموعة ممثلين مختلفين منهم رياض الخولي ووفاء صادق وانتصار، حيث كان قد سبق ولعب بطولته عام 98 الفنان الراحل نجاح الموجي ونادية فهمي ورانيا فريد شوقي، وعام 99 المنتصر بالله ومها أحمد ورانيا فريد شوقي. وبالرغم من أن العرض كتب في أواخر القرن الماضي إلا أنه وبالمصادفة يتناول قضية في غاية الأهمية تشغل الرأي العام العالمي حاليا وهي المفاعلات النووية وخطورتها، حيث أكد مخرج العمل محمد أبوداود أنه لم يغير حرفا من العمل بل قدمه كما كتبه الراحل يوسف عوف.. فعن العرض وإعادته هذا العام يقول أبوداود: هذه هي المرة الثالثة التي أقدم فيها العرض حيث سبق وقدمته عام 98 علي المسرح العائم من بطولة نجاح الموجي وفي عام 99 تمت إعادته بطولة المنتصر بالله بعد وفاة الموجي، وجاءت مها أحمد بدلا من نادية فهمي ورانيا فريد شوقي كانت بنفس الدور الذي لعبته في البداية. ويضيف: في 2010 أحدثت تعديلات في الشكل الإخراجي فقط، وليست تعديلات في النص المسرحي، فمثلا في البداية كانت هناك مناظر عديدة لأننا ننتقل في أكثر من مكان، لذلك غيرت مكان رئيس تحرير جريدة المسئولية الذي يظهر في ثلاث لوحات فعندما فكرت في الإعادة قررت أن أقدم الدور بنفسي. ويضيف: ما جعلني أعيد المسرحية هذا العام أن قضيتها حيوية للغاية فكأنها كتبت اليوم وهذه هي ميزة النص فهناك نصوص قديمة من الصعب إعادتها من جديد لأن قضيتها انتهت، لكن يبدو أن يوسف عوف استشف المستقبل فقدم عملا سابقا لأوانه وهي قضية ساخرة جدا كما أنها قضية اليوم الذي نعيشه إلي جانب أنني أحب تقديم الموضوع الذي يهم الناس ويوعيهم وهذا ما حدث سواء في العرض الأول أو الثاني أو الثالث والمعني وصل جيدا للجمهور وهذا ما أسعي إليه دائما لأنني أعتبر أن عبقرية النص أن يقدم كما هو لأن وقتها كانت هذه الواقعة حقيقية وكتبت في الصحف، وهو ككاتب ساخر أخذ الفكرة وقدمها في صورة مقال بمجلة أكتوبر ثم حولها إلي فيلم كان سيقدمه الراحل أحمد زكي، وعندما جلست معه قدم لي العمل لكنه كان متخوفا منه للغاية لأن العمل وقتها كان قضية ثقيلة ولم تشغل الجمهور رغم أنها أصبحت حاليا قضية واقعية. ويستطرد.. سبق وواجه العرض الفترة الماضية اعتذارت من رانيا فريد شوقي ثم رزان مغربي مما تسبب في توقف البروفات حتي يوم 3 رمضان ولكن.. الاعتذارات التي حدثت كانت مقبولة لأن زميلة كانت والدتها مريضه والأخري ظروف عملها منعتها من المشاركة، لكن القضية الحقيقية والأهم أن المسرح أصبح غير مغرٍ للفنانين وهذه قضية منذ فترة وستتفاقم الفترة القادمة، لأن المسرح تجمد خاصة أن خشبات العرض أصبحت غير صالحة علي الإطلاق وعندما يتم التجديد نكتفي فقط بالعمالة، لكن خشبة المسرح نفسها عقيمة وتقليدية، فلماذا سيترك الناس التليفزيون ويخرجون للمسرح إلا إذا كان هناك عامل جذب مختلف، إما أن يكون الموضوع قويا جدا أو أن يكون هناك إبهار علي المسرح، فمثلا في الخارج المسارح مختلفة تماما فهناك طائرات تنزل علي خشبة المسرح وهناك شلالات وأسانسيرات وهذا ما سيجعل المتفرج يخرج ويأتي للعرض لذلك فأعتمد علي العمل في «مولد سيدي المرعب» علي الموضوع، لكنني كمخرج لدي نواقص في التشغيل والعمالة، خصوصا أنني قدمت هذه الرواية في وقت قياسي فعلي مدار عملي بالإخراج المسرحي لم يسبق لي أن قدمت عرضا مسرحيا في 20 يوما فقط رغم أنه عمل كبير لأنني كنت مرتبطًا بالافتتاح في العيد وحتي يوم 3 رمضان كان فريق العمل لم يكتمل وبدأ العمل بالفعل من 11 رمضان حتي أول يوم العيد وخلال هذه الفترة الوجيزة كان علي أن أنتهي من تمثيل ورقص وملابس وديكور وتغيير أكثر من 18 مشهدًا، لذلك كانت المسألة صعبة وكان إنجازًا لم يحدث من قبل. وعن عزوفه عن الإخراج المسرحي طوال الفترة الماضية يقول: آخر رواية قدمتها كانت عام 2002 ومن وقتها لم أخرج للمسرح رغم أنني كنت من المخرجين القلائل الذين يقدمون رواية كل عام منذ عام 1984 سواء في القطاع العام أو الخاص حيث قدمت «مولد سيدي المرعب» 98 و99 وفي عام 2000 اشتركت بالعمل في مسرحية «بودي جارد» للفنان عادل إمام بعد وفاة مصطفي متولي لذلك كان صعبًا علي الإخراج المسرحي وقتها، لكن انتهزت فرصة توقف بودي جارد وقدمت مسرحية «صعلوك يربح المليون» في 2002، وعندما قدمتها بدأت الصعوبات والمشاكل تظهر وهرب الممثلين من المسرح للفيديو، فشعرت بالكارثة مبكرا ولم يكن لدي الحافز وقتها للتعب والجهد بالإضافة إلي أنني كنت مشغولاً بأكثر من عمل، لكن عندما تولي توفيق عبد الحميد رئاسة البيت الفني للمسرح طلبني لإعادة العرض من جديد وتم وضع الرواية في الخطة وبعد أن ترك توفيق عبد الحميد البيت الفني عاد أشرف زكي من جديد ولأنه صديقي أيضا لم أفكر في سحب الرواية من الخطة وقررت أن أستكمل معهم علي نفس الاتفاق حتي بعد أن تغير مدير المسرح الكوميدي. ويقول: كان في خطتي أن أنتهي من العرض ثم أقدم عرضا للمسرح القومي وهو رواية «أحدب نوتردام»، ورواية أخري للمسرح الكوميدي باسم «اللي ضحك علي الحكومة» للراحل يوسف عوف ومسرحية للينين الرملي لأنني أحببت أن أعود لممارسة نشاطي الإخراجي من جديد لكن يبدو أنني سأعيد التفكير في ذلك بعد التعب الذي تعرضت له في خروج «مولد سيدي المرعب» هذه المرة. وعن مدي الإقبال علي العرض بعد العيد يوضح أبوداود: أعتقد أن الإقبال سينخفض بعد تقديم موعد الدراسة لأن الناس كان الله في عونها من رمضان للعيد ثم الدراسة إلي جانب حجم المصاريف الهائلة التي تكبدوها طوال الفترة الماضية، لكنني أعمل دائما في القطاع العام بروح القطاع الخاص بمعني أنني أعمل للصالح العام، وسوف نري ما سيحدث الفترة المقبلة، لكن هناك خطة لسفر العرض إلي الإسكندرية بعد استكمال موسمه في القاهرة، أيضا هناك مشروع لسفر العرض إلي بيروت، وبالطبع سيتم تصوير العرض تليفزيونيا حيث تعذر ذلك السنوات الماضية.