ورغم التسريبات الاعلامية بأن ثمة حملة لإعادة طائرة الكونكورد إلي الخدمة بعد إجراء مزيد من التحسينات عليها عبر جمع تبرعات يقوم بها صناع ومهندسو طائرات وعدد من أثرياء العالم وبعض المشاهير والفنانين ممن يهتمون بالكونكورد، إلا أن الخبراء نفوا ذلك نفيا قطعيا لأن انتاجها وادارة عملياتها غير عملي علي المستويين التجاري والصناعي. ومع هذا فإن الخبراء والمهندسين والدول يبحثون الان عن طائرة ركاب اسرع من الصوت بمرتين (أكثر من 2400 كلم/ساعة) واقتصادية في الوقود بالوقت نفسه،وقد طورت اليابان تقنية محرك ثوري، وأجرت وبنجاح عملية اختبار لنموذج مصغر من طائرة ركاب اسرع من الصوت ربما نراها قريبا. عام 2030 لكن كل الدلائل البحثية تشير إلي أن النقل الجوي الاسرع من الصوت سيكون محصورا علي فئة النخبة من الناس، تماما علي غرار نوعية ركاب الكونكورد والتي كانت عبارة عن طائرة كبيرة لرجال الأعمال. وبالتالي فالبديل أو المتاح سيكون طائرات خاصة لرجال الأعمال أصغر حجما وأكفأ في التشغيل، وقد ظهرت بعض هذه التطبيقات عبر طائرة «إيريون» التي لا تزال في طور التصميم والتطوير. أما أن تظهر طائرة ركاب سوبر أسرع من الصوت وتتفوق علي الكونكورد في عدد المقاعد لتكون ضعفي مقاعدها اي 300 مقعد، فإن ذلك من غير المتوقع قبل عام 2030 . لم تختف طائرات الكونكورد الشهيرة (الاسرع من الصوت) بسبب ال113 قتيلا الذي كان ضحية الحادثة الشهيرة في عام 2000 بمطار شارل ديجول، ولكن الحادثة كانت سببا في ايقاف تعامل الفرنسيين والإنجليز والعالم مع تكنولوجيا الكونكورد نتيجة سلسلة من الأسباب علي رأسها: تكاليف صيانتها المرتفعة جدا، استهلاكها للوقود المرتفع جدا، عمر الطائرة القصير بالمقارنة مع الطائرات المدنية الأخري مما جعل فترة استثمارها قصيرة، عدد المقاعد في الكونكورد منخفض (100 مقعد)، سعر التأمين علي هذه الطائرة مكلف للغاية يفوق قدرة شركات الطيران، سعر تذكرة السفر عليها يزيد ليصل إلي أكثر من 50% عن سعر التذكرة العادية للدرجة الأولي. وبذلك فإن العالم بحاجة إلي ابتكار طائرة بسرعة الكونكورد ولكن دون تلك العيوب فهل سيستطيع الباحثون ومهندسو الطيران ايجاد هذه الطائرة..؟ ضعفي سرعة الصوت ولمن لايعرف الكونكورد والتي تعني «الاتفاق» هي طائرة أسرع من الصوت، ففي 29 نوفمبر 1962، قامت الحكومتان الفرنسية والبريطانية بتوقيع اتفاقية مشتركة لتصميم وتشييد أول طائرة مدنية أسرع من الصوت تصنعها لهما شركة إيرباص بعدما كانت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت في سباق محموم مع الاتحاد الأنجلو فرنسي لإنتاج طائرة ركاب أسرع من الصوت، وعلي الرغم من ان الاتحاد الانجلو فرنسي قد انتج طائرة ركاب مذهلة ذات سرعة تصل إلي ضعفي سرعة الصوت (2،2 ماخ) فإن صعوبات جمة قد حدثت، فثمن الواحدة منها يعادل ثمن شراء 3 طائرات عملاقة من نوع بوينج 747 الجامبو كما أن تكلفة تعبئتها بالوقود باهظة جدا، لذلك اقتصرت عملية شرائها علي ناقلتي الدولتين المشاركتين في عملية تصنيعها ب16 طائرة فقط وهما «ايرفرانس» و«بريتش ايرويز». إلي أن توقفت رحلات الكونكورد نهائيا التي كانت تهز المدرجات بحلول منتصف عام 2003