أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بما أسماها حيوية الديمقراطية التي أظهرها الإقبال علي الاستفتاء الذي شهدته تركيا أمس الأول علي أول تعديلات دستورية فيها منذ ثلاثين عاما. وأجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال إقامة المباراة النهائية في بطولة كأس العالم لكرة السلة 2010 بين الولاياتالمتحدة وتركيا التي أقيمت في مدينة اسطنبول، والتي انتهت لصالح الولاياتالمتحدة 64/81 حيث "أشاد بحيوية الديمقراطية في تركيا كما كشف الإقبال علي الاستفتاء"، وذلك حسب ما قال البيت الأبيض في بيان له. وفي بروكسل رحب الاتحاد الأوروبي بنتائج الاستفتاء وعدها خطوة في الاتجاه الصحيح. وأوضح مفوض شئون توسيع الاتحاد ستيفان فولي أن نجاح الاستفتاء يظهر استمرار التزام المواطنين الأتراك بالإصلاحات في ضوء تعزيز حقوقهم وحرياتهم. وقال إن هذه الإصلاحات "خطوة في الاتجاه الصحيح، لأنها تعالج عددا من الأولويات المعلقة في جهود تركيا تجاه الوفاء بشكل كامل بمعيار الانضمام". لكن فولي حث في المقابل أنقرة علي تطبيق قوانين تضمن تنفيذ هذه التعديلات، مشددا علي أن الاتحاد الأوروبي سيتابع استعدادات الأتراك عن كثب وهو يتفق مع "آراء كثيرين في تركيا بضرورة أن يلي التصويت إصلاحات أخري مطلوبة بشدة لمعالجة الأولويات المتبقية في مجال الحقوق الأساسية، مثل حرية التعبير وحرية العقيدة". وقالت محطة تي آر تي التليفزيونية الحكومية التركية إن 58% من الناخبين صوتوا لصالح التعديلات الدستورية، وذلك بعد أن تم فرز 99% من الصناديق. وتسمح هذه التعديلات التي اقترحها حزب العدالة والتنمية الحاكم والتي تصل إلي 26 تعديلا بإمكانية محاكمة العسكريين أمام محاكم مدنية إضافة إلي تعديلات تعطي مزيدا من الحقوق للمرأة والعمال والموظفين، وأخري خاصة بالقضاء. وفي أول رد فعل علي نتائج التصويت، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنها تشكل منعطفا تاريخيا علي طريق الديمقراطية المتطورة وسيادة القانون. واعتبر أردوغان في كلمة ألقاها في حشد من أنصاره في اسطنبول أن الثاني عشر من سبتمبر سيذكر في التاريخ بوصفه نقطة تحول، مضيفا أن من سماهم مؤيدي الانقلابات العسكرية هُزموا في الاستفتاء. من جانبه، رحب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بنجاح الاستفتاء وقال إن الإصلاح الدستوري هو أمر حاسم لمحاولة تركيا الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي.