ترتبط الأعياد في بلادنا العامرة بعادات وتقاليد قلما تجدها في البلدان الأخري مما يميزنا بحق ويجعل منا شعبا متفردا بتلك العادات.. وبالرغم من أننا نشترك وشعوب عديدة في الاحتفال بأعياد بعينها كالأعياد الدينية مثلا، ونتشارك في بعض العادات أو التقاليد مع شعوب أخري كتقاليد أكلات محددة للأعياد وللمناسبات مثلا.. إلا أن طقس الذهاب للسينما ومشاهدة ما يطلق عليها (أفلام العيد) هو تقليد متميز عندنا نحن فقط.. وتعبير (أفلام العيد) غالبا ما يطلق علي أفلام سينمائية ساذجة المضمون.. قليلة التكاليف.. غير آهلة بالنجوم في معظم الأحيان.. تتناول موضوعات الإثارة والضحك الرخيص.. وتستهدف الجمهور الذي يذهب إلي السينما أيام العيد من الشباب الصغير الذي يضع العيدية أو جزءاً منها في تذكرة السينما القليلة الثمن غالبا ليشاهد فيلم العيد.. وهي أفلام لا ترقي للبقاء في دور العرض أكثر من أسبوع العيد.. ولا يسأل أحد عنها بعد ذلك.. أما إذا عرضت أفلام حقيقية في العيد، فهي ليست أفلاماً عيد.. وكلمة: حقيقية هنا تعني أفلام سينمائية لها قصة وسيناريو وموضوع ونجوم وتهدف للبقاء في دور العرض فترة كبيرة تعادل مدي ضخامة إنتاجها.. مثل هذه الأفلام لا يطلق عليها مسمي (أفلام العيد) لأنها لا تندرج تحت الصفات التجارية التي تتصف بها تلك الأفلام والتي تشوه السينما المصرية.. أما الأفلام الحقيقية التي قد تعرض بالصدفة في أيام الأعياد فهي مختلفة تماما.. وهكذا أصبح هذا المسمي يشبه إلي حد كبير ما كان يطلق عليه في الثمانينيات (أفلام المقاولات).. وما يدعونه في الولاياتالمتحدة باسم (Soap Opera).. وهي في مجملها أعمال ليست فنية بقدر ما هي استثمارية.. ولا يطلق عليها أفلام أو مسلسلات أو دراما حقيقية لأنها مجرد حوارات ساذجة أو مبتذلة تتماشي مع أمزجة وأذواق إن جاز التعبير بعض العوام للحصول علي أثمان التذاكر أو نسبة مشاهدة لقناة ما.. وأتذكر أن مسلسلات ال (Soap Opera) مثل (The Bold and the Beautiful) كان يحصد نسبة مشاهدة عالية جدا بين ربات البيوت من ذوات الثقافة المتدنية، ليس من الأمريكيات فحسب بل من أمثالهن من البلاد الأخري واللواتي كن يشاهدن آلاف الحلقات مترجمة للغاتهن.. قد تكون هذه النوعية من المسلسلات أو الأفلام ترضي بعض الناس، وقد يكون الموسم الأمثل لها هو الأعياد والإجازات، وقد تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعيدية؛ ولكن من الأفضل أن نطلق عليها مسمي آخر غير أفلام العيد، فالأعياد براء منها.. ممكن أن نطلق عليها اسماء مثل: أفلام لا تنسي.. أو أفلام مؤقتة.. أو أفلام الاستثمار.. أو حتي أفلام (كلشي ان كان).. ولا خوف عليها في كل الأحوال.. فلها جمهورها المخلص الصامد المسكين الذي طالما يأخذ العيدية سيذهب لمشاهدتها.. كل عيد فطر والجميع بخير وسعادة.. الذين يشاهدون أفلام العيد والذين لا يشاهدونها..