يعتبر الاعتكاف من أهم الأعمال التي يحرص عليها الإسلام في رمضان فيجعل منها فضيلة تقرب المسلم من ربه وتجعله بعيدًا عن هموم الدنيا وليس من يومه سوي الطاعة والعبادة لله ليل نهار في بيت من بيوت الله، فلا يخرج منه إلا لضرورة، ولا يأتي بشيء سوي الصلاة والتسبيح وقراءة القرآن، فالاعتكاف فضيلة لتهذيب نفس المؤمن ترفع من همته، وتعلو من شأن عزيمته في طاعة الله. إن المدرسة الرمضانية مليئة بالفضائل التي تربي النفس ليس في رمضان وحسب وإنما لما بعد رمضان أيضا، ولذلك وجدنا أن أهم غاية لهذا الشهر هي التقوي التي تجعل المسلم مستمرا في طاعة الله فيستمر في العمل بعد انتهاء الشهر الكريم، فلا يجعل عمله موسميًا، ومن ثم علي المسلم أن يجعل لنفسه نصيبا من صوم التطوع والاعتكاف لله باقي الأيام حتي وإذا كان ذلك الاعتكاف لبضع ساعات ولا يكن عهده بالصيام في رمضان فقط ذلك. وينبغي أن يعلم المسلم أن الاعتكاف بالمساجد ياقبله اعتكاف آخر في النفس بصيانتها عن الفحشاء والمعاصي فعلي المسلم أن يحفظ لسانه عن ارتكاب الفواحش كالحديث في حق الغير، فهذا نوع من الاعتكاف عن الرذائل وأن يتذكر المؤمن أن الله موجود ومطلع عليه في جميع الأوقات وليس في رمضان فقط. وقد يسأل سائل كيف يؤثر الاعتكاف فينا؟ والإجابة أن الإنسان في اعتكافه يري أمورًا وحقائق في الحياة يصعب رؤيتها في الأوقات العادية بسبب صخب الحياة والمعيشة، خاصة أن شهر رمضان هو شهر الروحانية التي يجب أن يستغله المرء للتقرب إلي الله. الشيخ- أحمد سعيد ترك إمام مسجد النور