كشفت مستندات حصلت عليها «روزاليوسف» عن بيع التليفزيون أغان تراثية لقنوات أوربيت الفضائية بنفس السعر الذي بيعت به لقنوات روتانا. في الوقت الذي قام فيه المسئولون بالتليفزيون المصري بإثارة أزمة التراث المصري مع قنوات روتانا الفضائية بحجة أنه تم التنازل عنه مقابل أرقام مالية بسيطة لا تتساوي مع حجم هذا التراث وأن هناك العديد من اللوائح قد تم انتهاكها في سبيل اتمام هذه الصفقة واعتبر المسئولون في التليفزيون إن الدقيقة الواحدة من أغاني التراث يتم بيع حقوق استغلالها مقابل ألف دولار للدقيقة الواحدة، في حين أن روتانا قامت بشراء 186 ساعة غنائية مقابل عشرة دولارات فقط للدقيقة، وهو ما يعني أن هناك إهدارًا للمال العام أحيلت علي أثرها القضية للنائب العام للتحقيق وكشفت المستندات التي حصلت عليه «روزاليوسف» هناك عقود مثيلة تم توقيعها بين التليفزيون وقنوات الأوربيت والتي حصلت بها الأخيرة علي حقوق استغلال التراث الغنائي والحفلات الكلاسيكية وأغاني أم كلثوم. وذلك بنفس الأسعار تقريبا التي تم توقيع العقود بها مع قنوات روتانا، حيث أكدت المذكرات المتبادلة أن التليفزيون المصري قد أبرم عقوده مع إحدي الشركات غير المعروفة وتدعي «هازارد للاستثمارات المحدودة» ممثلة عن مجموعة قنوات أوربيت حيث طلبت الشركة شراء مجموعة من الأغاني الكلاسيكية للمطربين المصريين والعرب، وحفلات ليالي التليفزيون وأضواء المدينة، وبعض الحفلات الأخري التي يملك الاتحاد حق تسويقها، مقابل 1200 دولار للساعة للأغاني الكلاسيكية لقدامي المطربين و1500 دولار للساعة من أغاني الحفلات الحديثة. إلا أنه وبعد العديد من المفاوضات بين مها درويش رئيسة الإدارة المركزية للتسويق للدول الأجنبية والفضائيات بالقطاع الاقتصادي، بخصوص الأسعار، تم توقيع العقود ب1250 دولارًا للساعة من الأغاني الكلاسيكية و2000 دولار للساعة من أغاني أم كلثوم «أي سعر الدقيقة يصل إلي 33 دولارًا». في حين أن المستندات حددت بالضبط أن الأوربيت حصلت علي أغاني أم كلثوم، أما عقود روتانا فكانت علي مجموعة من أغاني المنوعات ولم يتم تحديديها، وإن كانت الأوراق أكدت أيضا وجود عدد من الأغاني التراثية القديمة لأم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، وصباح، وشادية وغيرهم ضمن الساعات الغنائية التي حصلت روتانا عليها من التليفزيون. أما المفاجأة الجديدة التي أكدتها مصادر داخل ماسبيرو أن هناك لجنة سرية تم تشكيلها نتيجة ضغوط جهة إدارية مهمة بماسبيرو لمراجعة كل عقود اتحاد الإذاعة والتليفزيون مع القنوات والشبكات الفضائية والإذاعية المصرية والعربية والخاصة ببيع الأغاني النادرة والتراثية، وكل المواد الفيلمية المصنفة ضمن المواد التراثية من أغان وأفلام ومباريات كرة القدم، ومن المنتظر أن تكشف هذه اللجنة عن الكثير من المفاجآت خلال الأشهر المقبلة.