الحلبة في رمضان «توزن» بالذهب

نلهث جميعًا في رمضان وراء تناول الحلويات والمشروبات المحلاة من قمر الدين وكركديه وتمر هندي ونتناسي جميعا «الحلبة» الذي يعد المشروب السحري الذي يجب الإكثار منه طوال العام وفي رمضان خصيصًا لإطفاء عطش الصائمين بعد الإفطار وينصح به عند السحور.
وأكد العالم الإنجليزي كليبر أنه لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان ووضعت الحلبة في الكفة الأخري، لرجحت كفة الحلبة وقيل فيها "لو علم الناس بما فيها من فوائد لاشتروها بوزنها ذهبًا".
وهذا ما توضحه داليا هيكل مدرس مساعد تغذية وعلوم أطعمة جامعة المنصورة بأن الحلبة تستخدم علي نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كغذاء وكدواء في نفس الوقت حيث تؤكل البذور المستنبتة مع السلطات خاصة في شهر رمضان لاحتوائها علي فيتامينات لتقوية الجسم والدم، وتحتوي كذلك علي البروتينات، الكربوهيدرات، الهرمونات، والسكريات.
وتبين من تحليل الحلبة أنها غنية بالمواد البروتينية والفسفور والمواد النشوية.
علي الجانب الآخر تدخل الحلبة في صناعة حبوب منع الحمل والكورتيزونات التي تعمل كمسكنات للأمراض الصدرية والروماتيزم.
ولقد سجلت بردية إيبرز المصرية انها استخدمت في مصر القديمة للحث علي الولادة ودواء كل أنواع المشكلات النسائية. وتفيد في علاج عسر البول والطمث والإسهال وقرحتي المعدة والإثني عشر، وعلاج أوجاع الصدر وبالأخص الربو والسعال، وتخفيض نسبة سكر الدم ولكن يراعي عدم استخدام الحلبة لمرضي السكر من النوع المعتمد علي الأنسولين إلا بعد استشارة الطبيب المختص، كذلك يحذر منها مرضي الجلطة الدموية لأنها تتداخل مع أدوية تخثر الدم،أيضا الحلبة تفيد في حالات التمزق العضلي في عضلات الكتف، وينصح بالابتعاد عنها في حالة بدء فترة الحمل، حيث إنها تساعد علي الإجهاض في الشهور الثلاثة الأولي من الحمل بينما ينصح بها بعد الولادة لما لها من خواص صحية عالية في هذه الفترة، وتستعمل الحلبة كفاتح للشهية وتقوي المعدة وتسهل عملية الهضم وتفيد في قتل الديدان المعوية، ولايتوقف دور الحلبة علي ذلك فهي علاج للحروق وتشقق الجلد وتحسين لون البشرة، فضلا عن ذلك فهي مهمة جدًا لعلاج البرد وآلام العضلات والروماتيزم حيث تعجن بعد سحقها مع معجون فصوص الثوم مع قليل من زيت السمسم وتدلك بها المناطق المصابة، وتفيد في إزالة الكلف والبقع الداكنة من البشرة والدمامل والخراريج والإكزيما، ويمكن استخدام بذور الحلبة مع عصير أوراق الصبار كعجينة علي فروة الرأس لمنع سقوط الشعر وتأخير ظهور الصلع، ويستخدم مغلي البذور كغرغرة لعلاج التهابات اللوزتين.