في القرآن الكريم نماذج مختلفة للأدعية التي دعا بها الأنبياء والمرسلون المولي سبحانه وتعالي، وتختلف هذه الأدعية من حيث الهدف منها، وفي اتساعها، وفي الهدف العام والخاص منها .. ولأن آدم وحواء كانا وحيدين في هذه الحياة، ولم تكن لهما مطامع دنيوية، إذ كانا ينظران إليها علي أنها عقاب لهما، بعد طردهما من جنة الخلد، لذلك جاء دعاؤهما مركزا علي نفسيهما، وقد بدأ بالاستغفارأولاً ثم بالطلب ثانياً: " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين".. وكان نوح عليه السلام، بسبب يأسه من هداية قومه بعد ما يقرب من ألف سنة من الدعوة، قاسياً وعنيفاً في دعوته، وإن كانت القسوة مصدرها الرغبة الدفينة في ظهور جيل جديد يؤمن بالله، وكان عنفه مصدره الحلم بإعلاء كلمة الله في الأرض، "رب لا تذر علي الأرض من الكافرين ديارا" .. وكان إبراهيم عليه السلام موزعاً بين محنته الدنيوية، في ترك أهله بواد غير ذي زرع، وبين رسالته الدينية، في الدعوة إلي الله الملك الحق .. ولذلك كانت دعوته الأولي "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون"، وتوسعت دعوته لتشمل وطنه كاملاً "رب اجعل هذا بلداً آمنا "، وكانت دعوته للبشرية كلها بأن يبعث فيهم الرسول الخاتم " وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم أياته ويزكيهم " ... وكان لسليمان عليه السلام دعوة غير مسبوقة، إذ كانت دعوته هي توسيع أدوات الدعوة له، وإخضاع الأدوات الدنيوية له "رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب" .. وكان لزكريا عليه السلام دعوة شخصية في ظاهرها، ودينية في جوهرها، إذ دعا الله سبحانه وتعالي أن يرزقه الولد حتي يكمل الدعوة إليه، خاصة أنه قد بلغ من العمر عتياً "هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء». وأحياناً تكون المصائب والمحنات الشخصية دافعاً لدعاء بعض النبيين، وكان لنبي الله يونس (صاحب الحوت) دعاء توجه به إلي ربه في محنته عندما التقمه الحوت: .. قال تعالي «فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "و نادي النبي أيوب ربه "إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" ... وكان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يدعو ربه قائلاً " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" ..