تحولت عيون حلوان الكبريتية إلي مأوي للبلطجية ومتعاطي المخدرات ومرتع للحيوانات بعد أن كانت مقصدا للمرضي من العصور الأولي ومزارا سياحيا يتردد عليها الزائرون من مختلف الدول. أهملها المسئولون منذ أكثر من 10 سنوات واختفت المعالم التاريخية لبئر المياه الكبريتية والقناة التي تمر بها المياه لتصل إلي حمام السباحة الذي تم ردمه بمخلفات البناء. «روزاليوسف» ذهبت إلي عيون حلوان لترصد الحال السيئة المتردية التي تمر بها الآن، عندما اقتربنا من سور حديقة عيون حلوان الكبريتية لم نجد أي لوحات إرشادية توضح قيمة هذا المكان التاريخي الذي كان مزارا سياحيا ومشفي طبيعيا يعالج معظم الأمراض الجلدية، يتردد عليه آلاف المواطنين من مختلف دول العالم من أجل العلاج من الأمراض الجلدية المزمنة وقضاء نزهة ترفيهية بداية من الاستمتاع بالاستحمام والتجوال داخل الحديقة التي كان بها معظم وسائل الترفيه. المكان الآن أصبح عبارة عن مقر لمتعاطي المخدرات واللصوص طوال ساعات الليل. ويتحول بالنهار إلي مرعي للأغنام والماعز والكلاب ليلتهموا ما تبقي من أعشاب هذا فضلا عن أن هناك تعديات بالبناء داخل سور الحديقة وكافتيريا يديرها مجموعة بلطجية ويتردد عليها متعاطو المخدرات. أهم ما لاحظناه بتجوالنا داخل الحديقة التي يرجع تاريخها إلي عباس باشا عندما انتشر مرض الجرب بين بعض الجنود قرب حلوان وحدث أن رأي أحدهم العيون الكبريتية فنزل فيها وشفي من مرضه، وذاع خبر هذه العين حتي وصل إلي مسامع عباس باشا وبدأ الأهالي يترددون علي هذه العيون بعد أن ظهرت آثارها السحرية في الشفاء، وهذا ما أكده حسين القاضي مدير عام مركز حلوان الكبريتي.. مشيرا إلي أنه بعد انتشار الخبر بين الجنود وتعمل التحاليل عليها من قبل مدرسة الطب في القاهرة أمر الخديو عباس بإقامة الحمامات الكبريتية وأنشئت علي الطراز العربي الإسلامي، ومن وقتها تعرف المصريون علي العيون الكبريتية واعتبروها مزارا سياحيا وعلاجيا ومع مرور الوقت أهملت العيون واختفت ملامحها الطبيعية وهذا ما لاحظناه عندما اقتربنا من بئرن العين شاهدنا تدفق بسيطاا من المياه ينزل ليصل إلي حفرة صغيرة اتخذها بعض أطفال حلوان حماما للسباحة بملابسهم الداخلية.