"الميه تروي العطشان وتطفي نار الحران" ما بالنا بها بكوب مغذ من العصير المثلج هو بالتأكيد حلم كل صائم والذي تتفنن محلات العصائر في الاعداد له فشهر رمضان موسم لمثل هذه المحلات حيث يبدأ الاستعداد له قبل قدوم الشهر بأسابيع. وما بين إرتفاع أسعار السكر والفواكه وبالأخص المانجو بخلاف المواد الخاصة بعصائر رمضان من كركديه ودوم وخلافه فضلا عن الحرب الضارية التي يخوضها باعة العصير يوميا للحصول علي لوح ثلج هكذا يكون الحال، ولكن التحدي الأكبر كما يوضح عم عبدالعال حسين بائع يتمثل في الحفاظ علي سعر كوب العصير في الحدود المعقولة التي اعتاد عليها المستهلك بحيث لا يتعدي سعر كوب عصير القصب والمشروبات الرمضانية 2 جنيه والفخفخينا 3 جنيهات. وللعمل في شهر رمضان طابع خاص كما يوضح حيث يفتح أبوابه بعد صلاة العصر ليتوافد الناس لشراء الخروب والتمر والسوبيا والكركديه حتي موعد الافطار فهي المشروبات الأكثر طلبا،بخلاف عصائر الفواكه المختلفة والتي يبدأ الطلب عليها في وقت متأخر وبالأخص المانجو والكوكتيل والتي يقبل عليها السياح العرب والذين لا يتذوقون المشروبات الرمضانية المعتادة،بينما الأصناف الجديدة مثل الدوم باللبن والبطيخ والكيوي لا تلقي القبول الكافي لغرابتها. 40 عاما هي المدة التي قضاها عم عبدالتواب عاملا في هذه المهنة والتي أصبحت حرفته التي يعلمها للصنايعية الصغار ويقول إن ضبط العصير فن له أصوله ولكن الجيل الجديد يتعجل في تعلم أصوله فكل شيء له معيار ،حيث يضيف لونًا صناعيا إلي الخروب ولكن بمقدار محدد ويؤكد أنه مصرح به من وزارة الصحة، كما يعد أكواب السوبيا من خلال بودرة مستوردة من بولندا يضاف لها اللبن والسكر فقط وهي أسهل كثيرا من نقع ماء الأرز بالطرق المعتادة.