انطلق سباق الدراما الرمضانية، وبدأنا في محاولة اللحاق به واللهث وراء ميعاد هذا المسلسل وذاك.. وبينما نتمني أن نصل إلي مواعيد المسلسلات والبرامج ورسم خريطة لها قبل أن ينتهي رمضان، إذا بابنتي تقترح علي مشاهدة مسلسل (حكايات بنعيشها) لأنني سأري فيه صديقتي التي تجسدها الفنانة ليلي علوي في دور أشبه ما يكون بواقع تلك الصديقة.. وبالفعل بحثت عن ميعاد إذاعة المسلسل علي قناة أخري غير التي شاهدتها ابنتي وقمت بمشاهدة الحلقة الأولي وأنا أضحك وأدمع في آن واحد لأن ابنتي ظهر أن معها حق.. كنت العام الماضي قد كتبت عن صديقتي هذه مقالا بعنوان (سائقة التاكسي الملاكي) في هذا العمود.. لأنها لما تشابه واقعها مع ظروف بطلة المسلسل ولم يكن لها رأس مال سوي سيارتها الملاكي (صارت سيارتها الملاكي التي كان والدها قد اشتراها لها منذ سنوات تاكسي ملاكي يقل أبناء صديقاتها وبناتهن إلي المدرسة مع أبنائها.. وأصبحت صديقتي سائقة التاكسي الملاكي).. وبعد نشر المقال بأيام وكان يوافق بداية شهر رمضان العام الفائت، إذا بأحد معدي البرامج الرمضانية يحادثني هاتفيا لأقنع صديقتي (بطلة التاكسي الملاكي) للظهور في البرنامج لتقص ظروفها وكيف انتصرت عليها بفكرة التاكسي الملاكي.. ونظرا لاعتبارات كثيرة أهمها الخجل والاحتفاظ بالكرامة لم توافق صديقتي علي أن تأخذ دور البطولة في حلقة واحدة من البرنامج.. ولكنني فوجئت هذا العام أنها أخذت دور البطولة في (حكايات بنعيشها) لا لتحكي قصتها بنفسها بل لتقوم الفنانة (ليلي علوي) بتجسيده بنفسها.. وفي خمس عشرة حلقة كاملة.. من الصعب الحكم علي مسلسل ما بمجرد مشاهدة حلقة واحدة منه.. ولكن الحلقة الأولي من (حكايات بنعيشها) تشير إلي أنه بالفعل سيكون مسلسلا واقعيا يمس الشريحة الأكبر من المصريين العاديين.. ولا يخلو من طرافة وخفة دم يضيفها البطل الصغير الطفل الذي يقوم بدور الابن الأصغر للفنانة ليلي علوي.. وفيه من عباقرة التمثيل في مصر الفنان (أسامة عباس) الذي يعتبر بحق إضافة لكل عمل درامي يوفر له الدور الذي يناسب حجمه العملاق في الأداء والإحساس والتنوع.. والحقيقة أننا نحتاج لهذا النوع من الدراما.. دراما تعبر عن الحكايات التي يعيشها معظمنا.. الواقع الطبيعي للمصريين العاديين الذين يعيشون الحياة بواقعها، وبمشاكلها اليومية، وبمواجهات وتحديات المصروفات والأسعار، وتربية الأبناء، وتوفير أساسيات الحياة الكريمة.. نحتاج إلي دراما تمس واقع تغرب الأبناء عن الآباء وعدم حفظهم لحقوق آبائهم.. نحتاج إلي دراما يعرف عن طريقها المشاهدون من غير المصريين شيئا عن حياة المصريين العاديين وشكل بيوتهم وحياتهم.. إذا استمر المسلسل علي هذا الحال سيجذب أنظار كثير من المشاهدين وسيحقق نسبة مشاهدة عالية بخاصة من الذين يرون حياتهم في تلك الحكايات التي نعيشها جميعا.. وسوف أتابع وصديقتي أحداث المسلسل ونري أي قدر من النجاح قد تحققه (ليلي علوي) ومعها كثيرات من اللواتي تجسد حياتهن..