بمنطلق تشكيلي خارج عن المألوف، تعزف الفنانة أماني فوزي علي أوتار الخزف، في معرضها الذي افتتح مؤخرا بأتيليه القاهرة، من خلال المزاوجة بين الخزف -تخصصها الأصيل- وبين خامة الزجاج، تاركة فرصة خلق عنصر الإبداع علي العمل الفني، للصدفة التي تولدها التقنيات المختلفة، وتكرار تعريض العمل الخزفي لمراحل متعددة من الحرق والتجهيز تارة، وللتجهيز والإعداد المسبق للعمل الفني، وصولا إلي الشكل النهائي للعمل تارة أخري، يلتقي الخزف والزجاج تكوينيا في خامة "السيليكا"، التي تدخل في تكوين كليهما، مما يسمح بحدوث المزاوجة والالتصاق الفني بينهما، لاعبة في نفس الوقت علي التضاد فيما بينهما من حيث الخواص بين الزجاج بشفافيته، وبين الخزف بعتمته، مما يثري أعمالها، ونجدها من حيث الشكل تقدم الشكل الخزفي التقليدي، المتمثل في شكل "الصحن" بأشكاله وأحجامه المختلفة، وتخرج منه في عدد من أعمالها، مستلهمة من أشكال النباتات والفطريات مثل "عيش الغراب". تلعب الفنانة علي أوتار الشكل في أعمالها الفنية، فهي تتعامل مع القطعة الخزفية بمنطق اللوحة الفنية، ترسم وتصور وتتعامل مع سطوح أعمالها الخزفية وكأنها تمارس"الكولاج" بالزجاج، ونجدها بذلك خارجة عن المألوف والمتداول بين نظرائها الخزافين، فالعمل الفني لديها أكثر من كونه عملاً فنياً مجرداً. الأسلوب في أعمالها مجملا يميل ناحية التجريدية، من خلال ضربات الفرشاة، التي تتفاوت سماكتها وتتنوع، تتناثر معها الألوان، فنجدها أحيانا علي هيئة ضربات فرشاة، وتارة علي هيئة بقع لونية مختلفة متعددة السماكة. اللون في أعمال الفنانة متعدد الدرجات، تجيد استخدامه وتوزيعه في أرجاء أعمالها، فهي تارة ما تستعمل درجات الأصفر والأزرق، تاركة بينها "لطشات" لونية بدرجة لون خامة الطين الأسواني، وأحيانا أخري نجدها علي شكل "تسييل" لوني، كما تعمل الفنانة علي إثراء أعمالها تشكيليا، من خلال تنويعها في استخدام مسطحات متفاوتة بروزا، لاعبة علي تقنيات كل خامة علي حدة. تنقسم الأعمال الفنية عند أماني فوزي إلي عدة مجموعات، فهي تلعب بمنطق العمل الفني المفردي، والعمل الفني الجماعي، الذي يتكون من أكثر من قطعة، لاعبة علي فكرة التجهيز في الفراغ installation التي يكون فيها للمجموع دور البطولة في العمل الفني، حينها يكون العمل جزءا من كل، توزع حوله حصوات صغيرة، تتناثر بينها قطع زجاجية تتفاوت أحجامها وألوانها، وكأنها تأخذنا إلي أصلهما الترابي وكأنها تبحث في أصل الخليقة، في منهج يدعوا إلي البحث والتأمل.