أكثر ما يؤلم الإنسان أن يستيقظ ذات يوم علي حقيقة أنه فقد جزءا منه يقيده في مكانه ويوقفه عن سعيه في الأرض ويصبح حقيقة أكثر إلا أنه صار مصدراً لدموع من حوله. إنها شيماء عاطف محمود التي استسلمت لقضاء الله بعد أن أدركت تعرضها لحادث سيارة أثناء ذهابها إلي المدرسة، وكان البتر هو الخيار الوحيد لإنقاذ حياتها، وبالرغم من سنوات عمرها التي لم تتجاوز الثامنة إلا أنها اعتبرت نفسها في اختبار حقيقي لقوة الإرادة والعزيمة فقررت أن تركز اهتماماتها في التعليم حتي تحقق حلمها بتخرجها في كلية الآداب قسم آثار بجامعة كفر الشيخ وكانت من الطالبات المثاليات في أثناء فترة الدراسة حيث كانت المسئولة عن اللجنة الثقافية والرياضية والفنية فضلا عن مشاركتها في المسابقات التي تنظمها الجامعة. تشير شيماء إلي أنها استسلمت لنصائح طبيبها المعالج في أهمية انقاص وزنها لكي تتمكن من سهولة الحركة فاتبعت رجيم غذائي مع ممارسة تمرينات العلاج الطبيعي، وعندئذ اكتشفت أسرتها نبوغها الرياضي فقرروا تنمية موهبتها الرياضية بواسطة الكابتن محمود رمضان العطار البطل الأوليمبي الذي تبناها وألحقها بنادي الإرادة والتحدي لممارسة رياضتي الرمح والقرص لتصبح بطلة في المستقبل. التحقت كذلك بفريق الكرة الطائرة جلوس، ونمت مهاراتها حتي أصبحت مدرب فريق كفر الشيخ، وشاركت في بطولة العالم للقارات في القرية الأوليمبية بالإسماعيلية وحصل الفريق علي المركز التاسع، وبالإضافة إلي بطولة العالم للأندية والتي أقيمت في بورسعيد في شهر مارس الماضي. وتضيف أنها تمكنت من إجادة ألعاب أخري مثل رياضتي الجلة ورمي الرمح حيث حصلت علي المركز الأول هذا العام في البطولة التي اقيمت في المركز الأوليمبي بالمعادي، وتم تكريمها بميداليتين ذهبيتين وشهادة تقدير، وكما أنها حققت أرقاماً قياسية في دفع الجلة لمسافة 6 أمتار و82 سم بالرغم من أن وزن الجلة يصل إلي 4 كيلو جراماً، وكما أنها قامت برمي الرمح لمسافة 14 متراً و86 سم، وشاركت أيضا في المباراة المقامة في يوم الوفاء للدمج القومي والملتقي التوظيفي والذي نظمته جامعة القاهرة مؤخرا في أوقات فراغها تهوي قراءة الكتب الأدبية وتتصفح المواقع الالكترونية علي الإنترنت لمتابعة أخبار الرياضة العالمية.