قال الروائي طارق إمام إن مجموعة باسم شرف القصصية "كفيف لثلاثة أيام"، تحتوي علي مواقف نقدية شديدة الوضوح بشكل غير مباشر، تحمل في طياتها نزعات من السخرية السوداء، التي تصل إلي حد التهكم الحزين علي ما آلت إليه أحوالنا، وذلك في الندوة التي أقامتها مكتبة "أ" لمناقشة المجموعة الصادرة عن دار "العين"، وقدمها عماد العادلي المستشار الثقافي بالمكتبة. في قراءته للمجموعة أوضح إمام أننا نجد الكاتب في "قصة علاء الدين" يحاول تحديث القصة، بحيث نري أن علاء الدين تلك الشخصية الشهيرة والجني الذي يرافقه أصبحا يشاهدان قناة "الناس" بل وآمنا بكل ما يجيئ بمثل هذه القنوات فلم يعودا مصدرا للإلهام والخيال كما كانا، بل أصبحا مصدرا للخرافات والغيبيات، حيث تم التلاعب بهم كأيديولوجية جديدة ذات أهداف محددة. وأشار إمام للوجود الواضح للموروث الشفاهي في قصص عديدة من قصص المجموعة مثل قصة جدي السوبر مان تلك القصة التي تعمل علي فكرة تجديد ملامح وصفات القدوة طوال الوقت بحسب معايير الزمن المتغير، فاعادة الصياغة الشفاهية للحكاية والتفكيك في نص أمنا الغولة يوضح أكثر كيف عمل الكاتب علي تطوير ذلك الموروث، وألبسه ثوبا أقرب ما يكون إلي الأثواب المتعارف عليها، حتي يمكننا من رؤيتها والتعامل معها بشكل حتمي وواقعي أكثر. كما نجد فكرة قداسة الموت بشكل رمزي في قصة صاحب العمارة الذي منع المياه عن كل السكان، وعندما مات تضافرت جهود السكان لتجميع عدة أكواب من الماء لتغسيله وتكفينه، فهذا المالك الذي اعتبره رمزا لسلطة قمعية مارس سلطاته بطرق تخدم مصالحه الشخصية دون النظر لحاجات الآخرين، إذ من الممكن أن يكون مسئولا ما في جهة بعينها وما أكثرهم. وأكمل: للمجموعة مدارات ومستويات تأويلية كلما عبرت مستوي منها ستجد مستوي آخر. وتتضح لدينا المفارقة بين الذات والآخر الأنثوي فتشعر أن هناك دائما سوء تفاهم بالمعني الوجودي كما في قصة "أقولك سر" التي تتناقض مع محتواها حيث تحكي قصة لعبة يلعبها طرفان رجل وامرأة علي أن يكون الشرط لمن يكشف الآخر أن ينساه إلي الأبد مما يتنافي ومبدأ التعايش والتكشف أمام الآخر كنوع من أقوي الربطات الأبدية بين الرجل والمرأة. وكان عماد العدلي قد استهل الندوة بكلمة عن الكاتب وأكد فيها فكرة احترام الكاتب بعيدا عن ضرورة تصنيفه تبعا للنوع الأدبي الذي يكتبه حيث إن كاتب اليوم باسم شرف كتب القصة القصيرة وكتب المسرح بل أخرج أيضا فلماذا نحصره في كلمة القاص أو المسرحي، ولا نجمل ونقول الكاتب بدلا من التصنيفات الأخري، كما تطرق إلي ضرورة احترام الكتاب بغض النظر عن الاختلاف علي ما يكتبون.