بقلم : أدريان أبد نقلا عن وكالة إنتربريس سيرفس تتلوي أفعي الأزمة العقارية في زحفها من حي إلي حي في مدن الولاياتالمتحدة، لتسلب أكثر من ستة ملايين عائلة بيوتها لعجزها عن سداد أقساط القروض، ولتفكك النسيج الاجتماعي خصوصاً للأهالي منخفضي الدخل. فبينما تواصل «وول ستريت» سيرها علي ما يرام علي طريق التعافي من شبه الانهيار التام الذي خاطرت به منذ مجرد عامين، أصبحت الآلاف من المنازل الامريكية خالية مهجورة بعد أن كانت تكتظ بالعائلات والحياة الأسرية. كما لم تفلح البرامج الحكومية التي من المفترض أن تساعد الاسر في مواجهة أزمة الرهن في تحقيق النتائج المرجوة، حسب تأكيدات منظمات المجتمع المدني، وفي الواقع يبدو أن هذه الأزمة قد دخلت مرحلة جديدة من التفاقم. فقد صرح كيفن بوفالوكسي نائب المفتش العام لبرنامج الإنقاذ المالي التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، أمام لجنة متخصصة في مجلس الشيوخ، أن برنامج ال50 مليار دولار الهادف لتوفير مساكن بأسعار معقولة «يخاطر بأن يتذكره الناس لا بفضل نجاحه في انتشال أزمة الإسكان الحالية، وإنما بسبب إعلاناته الرنانة وأهدافه المتواضعة ونتائجه الهزيلة. وبالفعل تخلف أكثر من ستة ملايين أسرة أمريكية عن سداد أقساط القروض لمدة 60 يوما أو أكثر، وفقا لبيانات شهر فبراير 2010 التي أعدها فريق الرقابة المكلف من مجلس الشيوخ الامريكي بمتابعة برنامج وزارة الخزانة المذكور. ويرجع السبب وراء ذلك إلي نوعية القروض الرديئة وانخفاض أسعار المساكن ومتوسط معدل البطالة في البلاد بنسبة 9.7% وارتفاع الديون العائلية. وقال ريتشارد نيمان عضو اللجنة المذكورة ومراقب المصارف في ولاية نيويورك لمجلس الشيوخ إن منع الحجز «علي المساكن» ليس فقط الشيء الصحيح لمواجهة معاناة الأمريكيين وإنما هو عصب كل الجهود الأخري المبذولة لتحقيق الاستقرار المالي. ثم شرح: لن نتمكن من حل الأزمة المالية من دون التعامل مع جذور المشكلة إلا وهي ملايين العائلات الأمريكية التي تخاطر بفقد منازلها. هذا وقد سجلت 932.000 حالة حجز في شهر أبريل الماضي وحده تضاف إلي 2.8 مليون حالة في عام 2009 وفقا لشركة Reaity Trac العقارية. ستيف ميخام مدير منظمة «سيتي آت لايف» غير الحكومية المدافعة عن حقوق أصحاب المنازل أشار إلي أن ثمة 100 فرد يشاركون أسبوعيا في المتوسط في الدورات التي تنظمها المنظمة، وذلك بغية التعرف علي الوسائل التي يمكن أن تساعدهم علي الاحتفاظ بمساكنهم. وأخيراً يشار إلي أن أزمة الرهن قد تسببت في إخلاء وهجرة مئات الآلاف من الممتلكات السكنية والتجارية في المدن الأمريكية، ازداد عددها بنسبة 33% بالمقارنة بالعام الماضي وفقا للمسح السنوي لمؤتمر العمد الأمريكيين الذي شمل 77 مدينة.