تمكن علماء في جامعة شيفلد البريطانية من تحقيق إنجاز نادر، تمثل في ترجمة التحركات الجارية في طبقات الشمس إلي موسيقي، وإصدارها ضمن تسجيل قصير، قد لا ينافس كبار المغنين والموسيقيين في العالم، ولكنه سيضمن الاحساس بالاستماع إلي صوت الكون المحيط بنا. وقال العلماء إن الهالة النارية التي نراها في سطح الشمس ما هي إلا الغلاف الخارجي لطبقات فيها نشاط أكثر أهمية، تسمي الحلقات الإكليلية، وهي عبارة عن تحركات للبلازما تدفع الغلاف الخارجي إلي إطلاق العواصف الشمسية بنفس الطريقة التي تتسبب عبرها التيارات البحرية بظاهرة المد.وتتمدد الحلقات الإكليلية وتتحرك بشكل متواصل تحت الغلاف الخارجي، وهي في تحركها تتذبذب بترددات طولية وعرضية مماثلة للنوتات الموسيقية، إذ إن الذبذبات العرضية غالباً ما تتصل بالآلات الوترية، بينما ترتبط الطولية بآلات النفخ. وقام العلماء بتسجيل تحركات الحلقات الإكليلية خلاف فترة من الزمن، ومن ثم جري تحليلها عبر برنامج كمبيوتر متخصص بتحويل الموجات والذبذبات إلي نوتات موسيقية يمكن أن تستوعبها الأذن البشرية.وجري تحميل التسجيل علي موقع «يوتيوب» بشكل يتيح الاستماع إلي الموسيقي الصادرة من حركة الشمس بالتزامن مع النظر إلي تحرك الطبقة الخارجية للشمس وألسنة اللهب المندلعة منها. وقال عالم الفضاء روبيرتوس فون فاي سايبنبورجن، المشرف علي البحث، إن الأهمية العلمية لتحليل حركة الحلقات الإكليلية (إلي جانب قيمتها الفنية) تتمثل في توفير فرصة أفضل لفهم المعادلات الفيزيائية بحركة الشمس وإعداد أنظمة قادرة علي توقع حصول العواصف الشمسية. ولفت فون فاي سايبنبورجن إلي ضرورة تطوير القدرة علي توقع العواصف الشمسية، نظراً لتأثيراتها السلبية علي الاتصالات في زمن باتت فيه الأجهزة الإلكترونية الوسيلة الأساسية للتواصل، علماً أن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» تتوقع وصول عواصف شمسية غير مسبوقة عام 2013 .